طرق مشيدة منذ سنوات وبعضها منذ أشهر القاسم المشترك بينها وجود أسياخ من الحديد (استيكات) على جانبي الطرق والجزيرة الوسطية على مستوى المنطقة الشرقية، خاصة طريق الشمال الدولي، طريق الدمامالخفجي، طريق النعيرية الخفجي والطرق المؤدية للقرى والمراكز، ولا يقتصر وجود الأسياخ الحديدية على الطرق التي تحت الإنشاء، بل هي موجودة على الطرق التي أنجزت منذ عدة أشهر أو سنين ولا أحد يعلم بعدد الحوادث التي وقعت بسببها. «عكاظ» قامت بجولة على عدة طرق برفقة عدد من المواطنين الذين اشتكوا من هذه الأسياخ الخطيرة، حيث يلاحظ بندر منصور السبيعي، عويض المطيري، محمد سيف الزعبي ومحمد عشوي العجمي أن ما تركه مقاولو الطرق العامة في مواقعها عبارة عن أسياخ حديدية فولاذية مغروسة في الأرض بإحكام ويخرج منها إلى السطح على شاكلة رأس مدبب ما يعادل من 20 - 30 سم، وهي موزعة على جانبي الطريق يمينا ويسارا وأحيانا في الجزيرة الوسطية. جولة «عكاظ» شملت طريق الشمال الدولي من النعيرية الى كوبري مدخل محافظة قرية العليا بحوالي 70 كم، ومن النعيرية الى محافظة الخفجي بنحو 150 كم، واتضح أن هذه الأسياخ الحديدية يضعها مساح المقاول كعلامات خلال تشييد الطريق وبعد الانتهاء من المشروع تترك كفخ يصطاد السيارات. يقول بندر السبيعي: هذه الأسياخ قد تسببت في وقوع حوادث نتج عنها موت أبرياء، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أين دور وزارة المواصلات والجهات الرقابية، فيما أشار عويض دهش المطيري الى أن بعض السيارات تجنح عن الطريق وإذا صادف جنوحها أحد هذه الأسياخ تنفجر الإطارات ما يؤدي الى انقلاب السيارة أو انحرافها عن الطريق والارتطام بسيارات أخرى وبالتالي تقع حوادث قاتلة. وهنا يروي محمد سيف الزعبي ان السيارات تتعرض لانفجار إطاراتها ويفقد المرء نفسه أو أسرته بسبب الإهمال في متابعة المقاولين بعد انتهاء عملهم وإجبارهم على إزالة تلك الأسياخ. ومن جانبه يرى محمد عشوي العجمي ان الطرق تنجز بشكل عشوائي وتنطوي على أخطاء فنية تتسبب في حوادث يروح ضحيتها أرواح بريئة. ويعود عويض المطيري ليؤكد أن المقاول في السابق كان لا يترك الطريق إلا بعد أن يقوم برفع الأحجار الصغيرة بجانبي الطريق والجزيرة الوسطية، أما اليوم فقد أصبحت الفوضى هي المسيطرة. مصدر في المرور يؤكد ان هناك حوادث تتسبب فيها بعض هذه الأسياخ وإذا كان بإمكان السائق السيطرة على السيارة في الظروف الاعتيادية فإن الحال يختلف عندما ينفجر الإطار، حيث يفقد السيطرة على السيارة وإذا كانت السيارة في هذه الحالة في الجزيرة الوسطية فإن الوضع يكون أخطر، حيث ان من الممكن خلال اختلال توازن السيارة ان تذهب للطريق من يمين الطريق أو يساره وترتطم بالسيارات الأخرى ما يؤدي لوقوع حوادث مميتة، فيما أكد أحد رجال المرور ان هناك أخطاء كثيرة في الطرق وعيوبا إنشائية وخير شاهد على ذلك الطرق المؤدية من وإلى النعيرية وهي طرق حديثة الإنشاء بعضها ما زال المقاول يعمل عليها، فالطريق ما بين النعيرية والخفجي المؤدي للكويت فيه من العيوب ما يكفي فيما لو كانت هناك لجان مراقبة، وهو طريق لا يقل سوءا عنه طريق النعيرية ابوحدرية، أما طريق الشمال الدولي فوضعه مزر، فما أن يسلم لمقاول حتى يتم تسليمه لمقاول آخر وهو على هذا الحال منذ عشرات السنين ولا توجد به تحويلة. «عكاظ» قدمت مشاهداتها عن الأسياخ الحديدية على الطرق إلى محافظ النعيرية زيد بن عبدالعزيز الدغيلبي الذي أحالها الى القسم المختص بالمحافظة، مؤكدا على سرعة مخاطبة الجهات ذات العلاقة ومطالبة وزارة النقل والمواصلات بإزالة تلك الأسياخ كافة.