شهد منخفض مدخل النعيرية الجنوبي القادم من مليجة عدة حوادث مميتة راح ضحيتها في الآونة الأخيرة صبيح العجمي وابن مدير مدرسة أنطاع المتوسطة محمد الشمري وأصيب أكثر من سبعة أشخاص وفقا لما ذكره عبدالله العجمي، الذي أشار الى تضرر عشرات السيارات خلال فترة وجيزة لا تزيد على 20 يوما، فضلا عن الحوادث الكثيرة الأخرى عند هطول الأمطار، دون ان تتحمل أي جهة (وزارة المواصلات، البلدية أو المقاول) مسؤولية الأخطاء الناجمة عن تنفيذ طريق أو جسر أو رصيف، أو دم الضحايا. ويكتنف هذا المنخفض الواقع قبل مدخل النعيرية القادم من مليجة بعد جسر القطار، خطأ في الإنشاء ما يؤدي لتجمع مياه الأمطار فيه من جهة واحدة (جهة اليسار) فيتفاجأ به السائقون ،وعند الارتطام بالماء يختل توازن المركبة فتنقلب، فهو من اليسار جزيرة وسطية ومن اليمين جرف مرتفع عن الأرض وفي الوسط حفرة، ولذلك لا يجد السائق أي خيار آخر للنجاة سوى أن يرتطم بالماء داخل الحفرة، فإما أن تكتب له النجاة أو أن ينقلب أو يرتطم بأعمدة الإنارة في الجزيرة الوسطية للطريق، علما بأن موقع الخطر لا يزيد على 100 متر. يقول شطي مفضي العجمي: إن هذا الخطأ يتحمله المسؤول ولا بد من المحاسبة، مقترحا رفع شكوى جماعية من سكان النعيرية ومليجة لسمو أمير المنطقة الشرقية للأرواح التي أزهقت في هذا الموقع. ومن جانبه يقول فلاح العجمي: لا يجب السكوت على هذا الأمر. محملا وزارة المواصلات مسؤولية ما يقع من حوادث على الطرق لأسباب فنية أو لسوء في التنفيذ أو الإهمال، داعيا الجهات الرقابية مثل نزاهة أو هيئة الرقابة والتحقيق أو غيرهما من الجهات الأخرى، لفتح ملف الطرق والكشف عن أخطائها. الى ذلك أبدى محافظ النعيرية ناصر بن جاسر الماضي امتعاضه من إهمال إصلاح هذا الموقع الخطير الذي راحت ضحيته أرواح بريئة وإصابات وخسائر مادية، داعيا الى تشكيل لجنة بشكل عاجل. من جانبه أوضح مدير العلاقات العامة بمحافظة النعيرية زيد محمد أبوطالب أنه تم تشكيل اللجنة برئاسة بداح حسن السهلي مندوبا عن المحافظة، ومدير شرطة مليجة الملازم أول سامي عابد السالمي مندوبا عن الشرطة، والرقيب رباح شويش الشمري مندوبا عن المرور، للوقوف على الموقع على الطبيعة ومشاهدة الطريق وقد أعدت تقريرا بذلك قدم للمحافظ الذي أولى الموضوع اهتماما بالغا. وعلمت (عكاظ) من مصادرها الخاصة ان تقرير اللجنة أوضح أن الأسباب المؤدية للخطر، أخطاء فنية في تنفيذ الطريق تنحصر في عكس ميلان الطريق كون منطقة الخطر تقع بين مرتفعين ومنحنى خطر، وأن تنفيذ طبقة الأسفلت عكس المستوى بدلاً من أن يكون اتجاهه للخارج، بينما هناك مجال واسع لأن يكون الميل الى الخارج وهو الخطأ الفني الذي يتسبب عند هطول الأمطار في تجمع المياه بشكل غزير، وينتج عنه اصطدام السيارات وانحرافها ووقوع عدة حوادث، في حين ترى اللجنة سرعة معالجة هذا الخطأ فوراً مع تعميد المرور بالتمركز المستمر في الموقع خلال هطول الأمطار حتى إصلاح الخطأ كي لا تتكرر الحوادث. الى ذلك أوضح رئيس اللجنة المكلفة بداح بن حسن السهلي أنه تمت مخاطبة وزارة المواصلات لإرسال مندوب عنهم لمرافقة اللجنة إلا أن أحدا منهم لم يحضر، مشيرا الى وجود عيوب بالطريق من قبل جسر القطار باتجاه مليجة مرورا بالجسر لأكثر من 500م، متضمنا عدة انحناءات يمينا ويسارا، وصولا الى المنخفض الذي تقع فيه الحوادث باستمرار، علما بأن هناك مساحة من الأرض (يمين ويسار الطريق) يمكن تصريف مياه الأمطار عبرها فيما لو كان الميل سليما، مطالبا بتعديله من جهة الجسر. يذكر أن هذا الجزء من الطريق قبل مدخل النعيرية وجسر القطار كان تم إنجازه منذ فترة من قبل مقاول من الباطن، متضمنا عيوبا إنشائية سواء هذا الموقع الخطير أو الأسفلت على الجسر أو ما قبله، فيما أخلت بلدية النعيرية مسؤوليتها من هذا الطريق ، مطالبة في خطاب لها الى إحدى الجهات الرسمية بإحالة الموضوع إلى جهة الاختصاص (وزارة المواصلات).