يطرقن أبواب الدوائر الحكومية بحثا عن العمل في أي مجال، إلا أنهن يواجهن بجملة مالوفة «تخصصكن لا يناسب الوظائف المطروحة».. إنهن خريجات جامعة جازان قسم الصحافة والإعلام واللاتي يمثلن عدة دفعات.. هذا الوضع جعلهن بين أمرين لا ثالث لهما، إما الاغتراب عن أهلهن أو الانضمام إلى صفوف العاطلات. وأرجعت عدد من الخريجات معاناتهن، إلى عدم وجود مؤسسات صحفية بالمنطقة، أو حتى فروع نسائية تتيح لمثلهن العمل في مجال تخصصهن واعتبرن الوضع بالمجحف وغير منصف بحقهن، وطالبن بإغلاق القسم حتى لا يزداد عدد الخريجات العاطلات، وانتقدن كذلك طريقة التدريس في القسم الذي اقتصر على الجانب النظري والتلقين والحفظ، دون إخضاعهن للتدريب العملي خارج الجامعة ونتج عنه وفق اعتقادهن فشل العديد من الخريجات في إعداد التقارير أو حتى الأخبار الصحفية. ووصفت الخريجة «آمنة عياش» المستقبل الوظيفي لخريجات الصحافة بالمجهول، وقالت «أرى من وجهة نظري أن مشوار خريجات الصحافة المشرق قد لاح في الأفق بعد أن وجد مركز إعلامي نسائي دائم من قبل إمارة المنطقة وهذا المركز بعث الأمل من جديد في الخريجات من خلال ممارسة ما تعلموه». مهنة المتاعب وعلى الجانب الآخر، ترى الخريجة «عائشة النهاري» أن مستقبل خريجات الصحافة مازال مبهما وغير معروف عند شريحة كبيرة من الطالبات، فأغلب الخريجات يتجهن إلى التدريس في الجامعة بعد التخرج ولكن الحظ لا يبتسم سوى لواحد في المائة منهن «وشخصيا لا أعتبر الصحافة مهنة التدريس بل هي مهنة المتاعب لذا لا بد من التوجه إلى المؤسسات الصحفية والانخراط فيها سواء كانت هذه المؤسسات ورقية أم إلكترونية، كما أن هناك مجالات كثيرة لخريجات الصحافة في العلاقات العامة والتنسيق الإعلامي والشؤون الإعلامية في مؤسسات حكومية أو قطاع خاص لكن لم يتم التعريف بها للطالبات قبل التخرج، وهذا الأمر يقع على عاتق الجامعة التي يتوجب عليها توجيه الطالبات مهنيا بعد التخرج ولا تكتفي فقط بتسليم وثائق التخرج». خطة شاملة بدورها حملت «مريم علاقي» الجامعة سبب معاناتهن، وقالت «الجامعة استحدثت أقساما لا مستقبل لها وكان يفترض وضع خطة شاملة تعين الجهات الوظيفية الكافية لهذا التخصص وفي مرحلة لاحقة يتم افتتاح القسم، أو كحل آخر مخاطبة الجهات الصحفية والتعاون معها في هذا المجال». وشاطرتها «إلهام عروي» بالقول «نطالب أنا وزميلاتي من المؤسسات الصحفية الوثوق بقدراتنا، وأن تتاح لنا الفرصة لممارسة العمل الصحفي، وأننا قادرين علي تحمل أعباء المسؤولية وهذا ما تعلمنا واعتدنا عليه منذ دخولنا الجامعة قسم الصحافة والإعلام»، وتضيف «نطالب بحل مشكلاتنا التي تقف عائقا أمام قدراتنا نتيجة عدم توفر عقود عمل رسمية للخريجات رغم أننا درسنا مواد صحفية لأربعة أعوام متواصلة، كما نطالب وزارة الثقافة والإعلام بأن تتيح لنا الفرصة للعمل بعقود ووظائف رسمية». من جهتها، شددت «رنيم مجلي» على الاعتراف بهن كخريجات إعلام مؤهلات أكاديميا لممارسة الإعلام، وتوفير وظائف للخريجات في القطاعين العام والخاص، وقالت «آمل الاعتراف بنا كإعلاميات ومنحنا الثقة والدعم وفتح مجال العمل أمامنا في المؤسسات الإعلامية». أما «فاطمة راجحي» فتتساءل عن المستقبل الذي ينتظر خريجات أقسام الصحافة والإعلام، وقالت «درسنا الإعلام نظريا ولم نمارسه عمليا ولم تهيأ لنا بيئة العمل الصحفي، ولم نخضع للتدريب العملي المكثف، كما أن أغلب خريجات قسم الصحافة والإعلام من غير خبرة»، في حين لا ترى «أفنان بابعير» أي مستقبل للخريجات في الوقت الذي تواصل فيه الجامعات تخريج دفعات جديدة مما يزيد عدد العاطلات وكان الأحرى دراسة احتياجات سوق العمل قبل الشروع في استحداث تخصصات جديدة على حد قولها.