أتابع شخصيا مشاريعنا الضخمة وهي ما تعرف بمشاريع الميقا أي المشاريع العملاقة ذات التكلفة الانشائية المليارية ومنها مشاريع النقل بأنواعه. وسأخص مشروع النقل العام في المدن وبين المدن. وسأركز في هذه العجالة على جزئية في المشروع وهي النقل بالقطارات. وذلك كون هذه المشاريع جديدة علينا لو استثنينا خط الرياضالشرقية. وللاستدلال على ضخامة هذه المشاريع نجد ان تكلفة مشروع النقل العام في الرياض فقط يتجاوز العشرين مليار ريال كمرحلة إنشاء. هنا يجب أن نقف ونفكر ما الذي سيقدمه لنا هكذا مشروع في توظيف أبنائنا. اعتقد انه احدى الفرص التي سنجد فيها مجالا واسعا للتوطين اثناء التنفيذ ومن بعدها تشغيل المشروع. ولنبدأ بمرحلة الانشاء وأقترح لهذه المرحلة ان يتم إلزام شركات التنفيذ بتوطين وتوظيف السعوديين في الوظائف المتعارف على قبولها من قبل السعودي مثل الوظائف الفنية والإدارية والأمنية. ويتم إلزام المنفذ للمشروع على الاستعانة بمؤسسات الوطن لتأمين احتياجات المشروع مثل التعقيب والإعاشة وتوفير المعدات ومواد التنفيذ وكل ما يمكن توفيره من متطلبات المشروع من الصناعات الوطنية. كل ذلك سينعكس على الوطن والمواطنين بالإيجاب. مع ملاحظة أن الوظائف أثناء الإنشاء لا تعتبر وظائف مؤقتة بل هي دائمة حتى لو انتهى المشروع لأن لدينا مشاريع النقل القادمة في المدن الاخرى سوف تستوعبهم بل وأكثر وسيكونون مطلوبين ومرحبا بهم في المشاريع الأخرى. ولو انتقلنا لما بعد الانتهاء من التنفيذ والبدء في تشغيل المشروع وهنا الفائدة الدسمة والدائمة في توطين الوظائف. ولكم ان تتخيلوا العدد الهائل من الوظائف المناسبة التى ستتوفر للسعوديين حينها. كإداريين ومحاسبين ورجال أمن وسائقي قطارات ومنسقي حركة وبائعي تذاكر ومراقبين للمحطات في دخول القطارات وخروجها ومشرفي الصيانة بل وفنيي الصيانة هذا بالاضافة للمؤسسات الوطنية التي ستؤمن احتياجات التشغيل. هذه المشاريع ونحن مقبلون على طفرة مشاريع عملاقة في مختلف المجالات هي التى ستحتوي وتبتلع معضلة البطالة الحالية وستستوعب احتياجاتنا القادمة لو أحسنا استغلالها وكان لدينا النظرة المستقبلية الواضحة والاستراتيجيات المدروسة والآليات المنطقية للتنفيذ.