- فارس ناصر - وتعكف الشركة حاليا على إعداد وتصميم وتصنيع وتوريد خمسة قطارات للركاب من قبل إحدى الشركات المتخصصة، على أن تستوفي القطارات المواصفات العالمية لمنح كل راكب أعلى درجات الراحة والرفاهية من حيث رحابة وسعة المساحة المخصصة لكل راكب وجودة وراحة المقاعد، إضافة إلى تعدد الخدمات المقدمة على متن رحلاتها بفئتيها، ودرجة الأعمال، والدرجة الاقتصادية أما في الرحلات الطويلة كالتي تمتد من الرياض إلى القريات مرورا بالجوف فيوجد بها مقصورات مخصصة للنوم، فضلًا عن تخصيص عربة في منتصف القطار لتقديم جميع الخدمات التموينية للمسافرين من الوجبات، إلى جانب تخصيص عربات لشحن السيارات مما يتيح الخيار للمسافر بشحن السيارة وتسلمها عند محطة الوصول. الشركة على أن تلبي احتياج العائلة بالكامل، حيث تم تزويد بعض المقاعد بفواصل لتوفير الخصوصية للعائلات، وكذلك أماكن مخصصة لأداء الصلوات، وأخرى ترفيهية للأطفال، هذا بالإضافة إلى تزويد كل عربة بدورتي مياه، ومرافق لذوي الاحتياجات الخاصة. ولمواكبة تطور خدمات النقل على مستوى العالم فقد عملت (سار) على توفير خدمات أخرى كالإنترنت والبث اللاسلكي وأحدث الأنظمة الترفيهية السمعية والمرئية عن طريق شاشات صغيرة للمقاعد وأخرى كبيرة للممرات تقوم كذلك بعرض معلومات الرحلة واسم المحطة التالية وتحديد اتجاه القبلة. أما فيما يتعلق بموعد تشغيل هذا الخط فإن الشركة عند وضع استراتيجيات التنفيذ كان من أهم أهدافها أن تقوم بتشغيل المشروع وتقديم خدمات النقل لجميع أجزاء الشبكة في وقت واحد بحيث يتم البدء في خدمة جميع المناطق التي تمر خلالها الشبكة من اليوم الأول للتشغيل. وفي سبيل ذلك قامت الشركة بتقسيم المشروع إلى مناطق عمل يتم التعامل مع كل منها كمشروع منفصل عبر منافسة مستقلة بغرض تسيير عملية الإنشاء في جميع أجزاء المشروع بطريقة متوازية بنفس الوقت في جميع المواقع على أن ترتبط بعضها في نقاط محددة. وتعمل الشركة حاليا بعد ترسية مهام استشاري مشروع (الجسر البري بين الرياضوجدة) مع إحدى الشركات الاستشارية، على وضع الخطط الاستراتيجية لتنفيذ المشروع التي تشمل تحديد مواقع المحطات التي يتضمنها المشروع بما يتناسب مع احتياج المناطق والمدن التي يمر خلالها الخط وملاءمة السكة لسرعات مختلفة حيث سيخدم هذا الخط قطارات للركاب وأخرى لشحن البضائع. ووفقاً لتجربتها السابقة فإن الشركة ستعمل على تنفيذ هذا المشروع بنفس الطريقة التي تنفذ بها مشروع قطار الشمال، حيث سيتم تقسيمه إلى مناطق عمل تنشأ وفق أعلى المواصفات والمقاييس العالمية المعتمدة للخطوط الحديدية وحسب جدول زمني محدد لتمكين سكان المملكة من الاستفادة من هذا المشروع على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية. ويعد هذا المشروع من أضخم مشاريع الخطوط الحديدية بالمنطقة حيث يتجاوز طوله 958كم ويمر بشكل مزدوج عبر مناطق تختلف في طبيعتها الجغرافية ما يترتب عليه استخدام تقنيات متعددة لتثبيت السكة في المناطق الرملية وإنشاء أنفاق عند المرور عبر جبال السروات. تعزيز القدرة التنافسية وسيوفر المشروع عند اكتماله وارتباطه بسكة حديد دول مجلس التعاون، بدائل أخرى للسفر ونقل البضائع بين دول المجلس، إضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية لموانىء المملكة باعتبار السيطرة المنتظرة لها على أسواق المنطقة، حيث ستكون منطقة وصول وتوزيع للبضائع بين مختلف الأسواق من خلال تقليص مدة الدوران حول الجزيرة العربية من 10 أيام إلى مدة تقدر بنحو يومان فقط عبر ربط الجسر البري لموانئ الملك عبدالعزيز في الدمام والملك فهد في الجبيل وميناء رأس الخير وميناء الرياض الجاف وميناء جدة الإسلامي على ساحل البحر الأحمر. وتعمل الشركة على إنجاز مشاريعها للخطوط الحديدية في أكثر من موقع حيث تباشر إنجاز الجزء المتبقي من قطار الشمال، والذي تقترب حالياً فيه من الدخول لمدينة الرياض، وكذلك تتابع الإنشاءات الخاصة بالمحطات في كل من الرياض والمجمعة والقصيم وحائل والجوف والقريات. وأنهت الشركة التصاميم الخاصة بشبكة الجبيل الداخلية وسيتم طرحها للمنافسة، إضافة إلى مشروع الجبيلالدمام الذي تم استقبال العروض الخاصة بتنفيذه وهي الآن في طور التقييم من الناحيتين الفنية والمالية وسيعلن عنها في القريب العاجل. وتنجز حالياً إنشاء مشروع قطار الشمال بطول 2,750 كم الذي يمر خلال ست محطات للركاب وتسع محطات للبضائع في كل من الرياض والمجمعة والقصيم وحائل والجوف وصولا إلى القريات. الاستغناء عن 80 ألف رحلة للشاحنات وتمكنت (سار) منذ بداية مرحلة تشغيها التجريبي على نفس الخط في نقل ما يزيد على مليوني طن من الفوسفات الخام، حيث وصلت حالياً إلى كمية نقل يومي تبلغ 12 ألف طن من خلال قطار مكون من 120 عربية تجر بواسطة قاطرتين مسافة تقترب من 1400 كم من مناجم حزم الجلاميد في أقصى الحدود الشمالية إلى مناطق المعالجة والتصدير في مدينة رأس الخير التعدينية على الخليج العربي، الأمر الذي ساهم في الاستغناء عن 80 ألف رحلة للشاحنات في نفس خط السير الخاص بنقل هذه المعادن. ومن المنتظر أن تلعب مشاريع الخطوط الحديدية العملاقة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - والمنتشرة في عدة مناطق بالمملكة أدواراً استراتيجية على عدة أصعدة، حيث ستطور بشكل كبير صناعة خدمات النقل للركاب وستسهم في دعم القطاع الصناعي في البترول والبتروكيماويات والتعدين والزراعة وغيرها من الصناعات الأخرى. بالإضافة إلى دعم الجانب الاقتصادي من خلال تفعيل دور موانئنا على البحر الأحمر والخليج العربي بما يجعل من المملكة نقطة لتجمع وتوزيع البضائع بمختلف أنواعها بين دول شرق آسيا وأوربا وأمريكا والخليج العربي، فضلا عن أن أبرز عوائد هذه المشاريع ستظهر بشكل جلي عند النجاح في تكوين تكامل بينها لتحقيق أكبر استفادة منها في المستقبل. فرص وظيفية واعدة ولا شك أن أحد أهم العوائد التي نظرت إليها الدولة عند إعداد الدراسات الخاصة بمشاريع الخطوط الحديدية هي الاستفادة منها في توفير فرص عمل حقيقية واعدة للشباب السعودي في مجموعة من المجالات الفنية والإدارية. وعملت الشركة ضمن هذه الرؤية على فتح المجال للشباب السعودي للانضمام إلى هذه الصناعة، حيث استقطبت الشركة مجموعة من المهندسين السعوديين حديثي التخرج وألحقتهم بعدد من الدورات والبرامج التدريبية المتخصصة في عدة من مجالات أنشاء وتشغيل وصيانة الخطوط الحديدية في أوروبا وأمريكا وكندا والصين حيث يدير عدد منهم الآن مجموعة من الأقسام والإدارات الفنية بالشركة. وعلى اعتبار حجم الشبكة التي تقوم الشركة على إنشائها إضافة إلى عدد من مشاريع الخطوط الحديدية الأخرى كقطار الحرمين ومشاريع المترو التي سيتم إنشاؤها في عدد من مدن المملكة والعدد الكبير من الكوادر المنتظر احتياجه لتشغيل وصيانة هذه الخطوط المختلفة، فقد أخذت الشركة جانب الريادة في العمل مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لإنشاء معهد عالٍ متخصص للخطوط الحديدية، بهدف توفير مخرجات ذات كفاءة عالية ومؤهلة من شباب هذا الوطن لتأدية عدد كبير من المهن والوظائف الفنية والإدارية ضمن هذه الصناعة. ويعتبر توطين الوظائف في هذه الصناعة من أهم التحديات التي مرت بها الشركة منذ إنشائها، على اعتبار أنها صناعة حديثة بالمملكة ولم يتوفر في ذلك الوقت كفاءات وطنية ذات خبرة الأمر الذي حدا بالشركة إلى العمل ضمن خطين متوازيين. ويتضمن الخط الأول قي استقطاب كفاءات أجنبية ذات خبرات واسعة في هذه الصناعة للاستفادة منها في تنفيذ مشاريع الشركة، والثاني هو العمل على توظيف عدد كبير من المهندسين السعوديين حديثي التخرج ودمجهم للعمل مع تلك الخبرات الأجنبية ضمن فرق عمل واحدة بما يحقق نقل هذه التقنية لهم وإكسابهم الخبرة من خلال الاحتكاك والممارسة للعمل الميداني ما نتج عنه رفع كبير لنسبة السعودة بشكل تدريجي إلى أن يتم الاكتفاء بالكوادر الوطنية. وتعمل الشركة حالياً مع المؤسسة لاستقطاب منظمة عالمية متخصصة وذات خبرة واسعة لتشغيل هذا المعهد، وذلك بهدف تشغيله بداية العام الدراسي 1434-1435 ه، ومن المنتظر أن يكون هذا المعهد قناة رئيسة لتوفير مخرجات ذات كفاءة عالية ومؤهلة من شباب هذا الوطن لتأدية عدد كبير من المهن والوظائف ضمن هذه الصناعة. وتحتاج صناعة الخطوط الحديدية إلى أعداد كبيرة من الكوادر سواء في المجالات الفنية أو الإدارية، كما أن الشبكة التي تقوم الشركة على إنشائها حالياً - بإضافة مشروع الجسر البري - يبلغ إجمالي طولها حوالي 5000 كم تشمل محطات للركاب، وكذلك محطات للبضائع وأخرى محطات لنقل المعادن إضافة إلى الورش الرئيسة للصيانة ومراكز الإشارة والتحكم ومجموعة كبيرة من مراكز الصيانة الأولية على امتداد طول الشبكة التي تغطي خدمات نقل الركاب والبضائع والمعادن الأمر الذي بدوره سيتطلب أعداداً كبيرة من الكوادر في مختلف التخصصات التقنية والإدارية كما أنه يوجد خطوط أخرى كخط الرياضالدمام ومشروع قطار الحرمين وكذلك مشاريع المترو في كل من الرياض ومكة وجدة والمدينة ستحتاج بالتأكيد إلى أعداد أخرى من الكوادر. (جريدة الرياض )