لا يكاد يخلو بيت سعودي من أخ أو أخت أو ابن أو ابنة أو على الأقل قريب إلا ولديه بعثة خارجية، حيث يبلغ عدد المبتعثين قرابة الربع مليون، ومن باب الأهمية والحرص على استثمار الابتعاث لخدمة المبتعث نفسه ووطننا الغالي جاء أيضا إنشاء الأندية الطلابية السعودية في الخارج التي وصلت إلى مايقارب من 400 ناد منتشرة في دول الابتعاث ويبلغ عددها في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها 270 ناديا نظرا لوجود مايقارب نصف المبتعثين في أمريكا. ولا شك أنه مع تزايد أعداد المبتعثين تتزايد طبعا همومهم ومطالبهم ومشكلاتهم أيضا، ولعل الشغل الشاغل لهم ومطلبهم الأول هو زيادة المخصصات المالية والمكافأة الشهرية المقدمة لهم وتقسيمها إلى فئات حسب تكلفة المعيشة خاصة إذا لاحظنا التفاوت الكبير الذي قد يصل إلى الضعف فيما يتعلق بتكاليف المعيشة والسكن والمستلزمات الدراسية والمكتبية والمصاريف الشخصية الأخرى حيث تتراوح أجور السكن الشهرية فقط في بعض المدن الأمريكية والبريطانية والأسترالية على سبيل المثال ما بين 1500 إلى 2500 دولار أمريكي. والمعاناة الأخرى تتمثل في حضانة الأطفال التي تتراوح تكلفتها ما بين 1400 دولار إلى 2400 دولار شهريا للطفل الواحد أي أن المتوسط أعلى من مكافأة المبتعث الشهرية زد على ذلك جهل أو تعنت أو صعوبة التعامل مع المشرف الدراسي لعدم خبرته ومعرفته ودرايته التامة بأنظمة الابتعاث ولوائحه وبالقدرة والتجاوب مع حالة الطالب. وهناك أيضا المدارس السعودية بالخارج أو ما يسمى بالمراكز التعليمية السعودية فهي ضعيفة جدا ولا تغطي كل متطلبات واحتياجات أبناء المبتعثين وفي بعض الحالات لا تعتمد شهاداتهم الدراسية. كما أن مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لابد أن تعزز بتعاون مشترك بين وزارة التعليم العالي ووزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل وصندوق الموارد البشرية في تهيئة وتخصيص وظائف لهم كما ينبغي الاستفادة منهم في العمل في سفارات المملكة وخاصة الملحقيات الثقافية لأنهم أقدر من غيرهم الأجانب وعايشوا تجربة الابتعاث وانخرطوا في المشاركة في الأندية الطلابية واطلعوا على كثير من الهموم والرغبات والطلبات والمشكلات التي تواجه المبتعث. وأيضا الأندية الطلابية هناك بحاجة إلى دعم مالي ومعنوي وصلاحيات وحوافز كبيرة لكي تنهض بأداء واجباتها كواجهة حضارية لخدمة الوطن والمبتعث وتعزيز أواصر العلاقة مع المجتمع المحلي وتحسين الصورة الذهنية للمملكة. واقترح تبني وزارة التعليم العالي عددا من الجوائز لتلك الأندية لتحفيزهم على العطاء ودعم برامجهم كجائزة لأفضل برنامج أو عمل تطوعي وجائزة للمشاركات الفاعلة والتعاون مع الاتحادات والأندية والمنظمات الطلابية الأخرى وجائزة للإنتاج الإعلامي وأخرى لخدمة الوطن وإبراز الصورة الإيجابية وجائزة لخدمة المبتعث الجديد. واقترح أيضا أن تتبنى وزارة التربية والتعليم إنشاء مدارس سعودية إلكترونية موحدة للتعليم عن بعد عن طريق الانترنت لأبناء المبتعثين.