طالب أمين عام جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية محمد توفيق بلو، مسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة مراعاة الحد الأدنى من حقوق أصحاب القدرات الخاصة على اختلاف فئاتهم، مشيرا إلى أن هذه الفئة محرومة من أبسط حقوقها، أي المشي على الأرصفة بأمن وسلام على عكس ما تدعو إليه مؤتمرات الإعاقة عن «سهولة الوصول الشامل» لذوي الإعاقة. وأضاف بلو: كصاحب إعاقة بصرية وأسكن في مبنى يقطنه مسنون وأطفال، إضافة إلى أصحاء، أتعرض كغيري لمخاطر المشاريع الخدمية من حفر وإغلاق الشوارع دون إحاطة للساكنين الذين يستيقظون على أصوت آليات الحفر وأعمال الردم أو إعادة السفلتة، مشيرا إلى أنه كسائر السكان يعاني من عدم احترام هذه الشركات لسكان الوحدات السكنية وكذلك المشاة وحقوقهم، مستغربا صمت وتجاهل الجهات المشرفة على هذه المشاريع من عدم القيام بدورهم نحو حماية حقوق السكان وسلامتهم حيال ذلك. تحذير المارة وقال «بلو» الناشط الدولي والمحلي في مجال التوعية بالإعاقة البصرية إنه وجد في مطلع السنة الهجرية الحالية حفرة أمام منزله مفتوحة دون أي حواجز وقائية كادت تودي بحياته وحياة أخيه الذي يعاني أيضا إعاقة بصرية لولا لطف الله، إضافة إلى كبار السن والمشاة، وقال: الحفرة كانت نتاج إحدى شركات المقاولات المحلية التي تنفذ حفريات لمشروع مياه الصرف الصحي في شارع (جابر بن حيان) بحي العزيزية بمحافظة جدة، ويبدو أن العمال أنهوا نوبة عملهم وتركوا كل شيء على حاله دون مبالاة بخطورة الوضع ودون اتخاذ الإجراءات المتبعة لتحذير المارة وخاصة أصحاب الإعاقة والأطفال. وأردف: ما أن أنتهت المشكلة بردم الحفرة وتسويتها، حتى وجدت نفسي أمام مشكلة أخرى وعائق دائم هو صندوق مقسم تابع لإحدى شركات الاتصالات المزودة لخدمة الانترنت والألياف البصرية، والكائن على رصيف منزلي بعد أن استحدثت حفريات دون وضع حواجز، وبعد عدة أيام أنهى العمال تركيب الصندوق فوق الرصيف الذي يؤدي مباشرة إلى مسجد الفردوس المجاور لمنزلي، مما اضطرني للمشي في عرض الشارع لتجاوز هذه العقبة، فيما يعمد بعض المصلين إلى إيقاف سياراتهم فيما تبقى من الرصيف وخاصة في صلاة الجمعة وهذا يجعل المارة عرضة للدهس. حفر مفتوحة وزاد: باشرت منذ عدة أيام إحدى شركات الهواتف النقالة تنفيذ مشروع لمد خطوط حديثة لشبكة الإنترنت في الحي، وبدأ العمال بالحفر صباحا، وفي المساء تركت الحفر مفتوحة دون وجود حواجز، ما جعلني أسلك الرصيف متوجها للمسجد لأصطدم بعمود حديث لم أعهده من قبل، بعد أن كذبت عصاي البيضاء التي اصطدمت به أولا ولكني واصلت المشي حتى اصطدمت بالعمود. وتابع: تكرار الحفريات المستمر يجعل السكان يعيشون في حالة طوارئ مستمرة، ومن المعلوم أن كافة هذه المشاريع تندرج ضمن خطط استراتيجية تتطلب عمليات حفر وردم، ويتطلب الأمر وجود وسائل منهجية يتم بموجبها الحفر لكافة المشاريع مرة واحدة، إلى جانب الحصول على موافقات السكان عند تنفيذ أي مشروع هدم أو حفر داخل الأحياء السكنية لأخذ الحيطة والحذر. وخلص بلو بالقول: أملنا نحن المعاقين بصريا بأن نكون مستقلين ذاتيا، ونتنقل بأمن وسلام داخل المدن دون الخوف من الوقوع في حفرة مفتوحة أو الاصطدام بكيبل كهربائي.