قال أمين عام جمعية "إبصار" الخيرية، والناشط الدولي والمحلي في مجال التوعية بالإعاقة البصرية محمد توفيق بلو: إن حفرة بشارع جابر بن حيان بحي العزيزية تركتها إحدى الشركات المشغلة أمام باب منزله كادت تودي بحياته، لولا لطف الله تعالى وأحد أقاربه الذي رآه والعصا البيضاء التي تحسّست هاوية الحفرة، مطالباً بإجراءات رادعة وتنفيذ القانون ضد المسؤول عن ذلك، إضافة إلى تنفيذ مبادرة أمير منطقة مكة خالد الفيصل، بجعل مكة "منطقة صديقة للمعاق". وذكر "بلو" ل "سبق"، أنه يستغرب تجاهل الجهات الخدمية لدورها في ظل الصمت والاحترام اللذين يقابلها بهما المواطن والمقيم، مشيراً إلى أن خندقاً أمام منزله مملوءاً بمياه المجاري ومفتوحاً دون أي حواجز وقائية كاد يودي بحياته وحياة أخيه الذي يعاني أيضاً إعاقة بصرية، حيث تقوم إحدى شركات المقاولات المحلية التي تنفذ حفريات لمشروع مياه الصرف الصحي بحي العزيزية بحفر شارع "جابر بن حيان" لوضع مواسير الصرف الصحي وإيصالها للمنازل، ويبدو أن العمال أنهوا وقت عملهم وتركوا كل شيء كما هو دون تحذير، وغادروا المكان دون أي مبالاةٍ بخطورة الوضع والتفكير في سلامة المواطنين والمقيمين، خصوصاً أصحاب الإعاقة والأطفال.
وأضاف أنه، بعد نجاته من تلك الحفرة، أحيط من بعض جيرانه برقم في إحدى اللوحات لهاتف الشركة وحاول الاتصال بها لمعالجة الوضع لخطورته، لأن الحفرة تقع أمام المنازل مباشرة وطريق المسجد وتعوّق السكان من الخروج من منازلهم، إلا انه لا حياة لمَن تنادي فهاتف الشركة لم يرد وحتى اليوم التالي وجد أن الحال على ما هو عليه، رغم أن المنزل الذي تمّ حفر الخندق أمامه يسكن فيه ثلاث حالات إعاقة بصرية أخرى وكبار في السن وأطفال.
وتابع: في مثل هذه الحالات كيف يتم ردع الإهمال وعدم المبالاة لمثل هذه الشركات وعمالها التي لا تجرؤ أن يصدر منها هذا الإهمال خارج المملكة؟ وما الجهات المسؤولة للتواصل معها فور مواجهة مثل هذا الأمر حماية للمواطنين من الكوارث قبل وقوعها؟ متسائلاً كذلك كم يا ترى توجد مثل هذه الحفر في الأحياء والشوارع الخلفية من المدينة، وكم من الناس سقطوا فيها وكم من الأطفال لقوا حتفهم؟ ومع ذلك نسمع عن حالات سقوط ووفيات أطفال يومياً وأيدٍ عاملة ولم نسمع يوماً بعقوبة رادعة، وكأن هذه الحفريات وضعت "قضاءً وقدراً" وليس "إهمالاً وتهلكة".
وقال "بلو" إنه من خلال عمله في "جمعية إبصار" صادف مرتين خلال السنوات الماضية سقوط مكفوفين في حفر مفتوحة، فكيف للمعاقين بصرياً والمعاقين بصفة عامة ان يثقوا بسلامة البيئة ويؤمنوا بالاستقلال الذاتي، والخروج بمفردهم إلى أعمالهم، وقضاء مصالحهم الشخصية دون الخوف من السقوط في حفر أو الاصطدام بعوائق قد تؤدي إلى إصابتهم بإصابات بليغة، أو وفاتهم دون حسيبٍ ولا رقيبٍ؟
وأشار إلى أن الحل يكمن في تفعيل القوانين الرادعة بحزم وشدة مع كل مَن يتسبّب في تدني مستوى السلامة والوقاية للمواطنين والمقيمين سواء كان بالحفر، أو وضع العوائق على الطرقات، أو إيقاف السيارات على الأرصفة، وألا يكون هناك أي مجاملة لمرتكبي مثل هذه المخالفات مع اطلاق حملات توعوية عبر كافة الوسائل المتاحة لتوعية المجتمع بأهمية السلامة والوقاية للآخرين وإعطاء الطريق حقه، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم.
ولفت إلى ضرورة أن تكون الجهات المعنية محل ثقة مبادرة أمير منطقة مكة المكرّمة خالد الفيصل، الذي وقف مع المعاقين ودعمهم من خلال إطلاق منطقة مكةالمكرمة "منطقة صديقة للمعاق" ووجّه السلطات والجهات كافة بإجراء ما يلزم كلاً حسب مسؤوليته لتفعيل ذلك، وعلى الشركات والمقاولين والمواطنين الالتزام بهذه التعليمات من أجل سلامة إخوانهم من ذوي الاعاقة حتى نكون مجتمعاً حضارياً وإنسانياً في آنٍ واحدٍ معاً يسير نحو العالم الأول.