أسقط مجلس الشورى قبل أسبوعين توصية لأحد أعضائه تلتزم فيها وزارة الصحة بالتنسيق مع الوزارات ذات الصلة بتبني برنامج وطني للمباعدة بين الولادات، وهذه توصية حضارية تعتني بصحة الأم والطفل، والمدة لا تقل عن عامين كما هو معلوم، والحمل والولادة المتكررة وخصوصا تلك التي تتم بعد عام من الأولى، فما أن تطهر المرأة من النفاس حتى تحمل فلا تستطيع إكمال مدة الولادة الشرعية مما يعرض الطفل للضعف وعوارض طبية، والرضاعة الطبيعية كما هو منصوص عليه في الشريعة لقوله تعالى «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» . وقد أوضح فوائد المباعدة أو إتمام مدة الرضاعة عضو مجلس الشورى في توصيته التي قدمها للمجلس «بأن المباعدة تعطي الطفل حقه من الرعاية والعناية وتسمح للأم بالتعافي جسديا وعاطفيا واجتماعيا قبل أن تواجه متطلبات الحمل اللاحق.. إلخ» . ولو تمت الموافقة على التوصية فستكون عبر برنامج توعوي وطني شامل يقدم عبر أجهزة الإعلام وفي المدارس الثانوية للبنات والبنين وعبر وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون الإسلامية بطبع كتيبات إرشادية لتوضيح أهمية ذلك، ولتوضيح المفهوم الخاطئ للحديث النبوي الشريف «تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم» فشرطها أن تكون كثرة خير وعمل لا «غثاء كغثاء السيل». إن إسقاط المجلس لهذه التوصية الحضارية الراقية بالمباعدة بين الولادات حتى وإن ظن بعض أعضاء المجلس بأنه تمهيد لتنظيم النسل وهو ما جعلهم يعارضونه تضييقا وتشددا علما بأن التنظيم أمر مطلوب في كل نواحي الحياة وهو من أسباب الرقي وتقدم المجتمعات.. إننا نحن المهتمين بتنمية الوطن نأمل من مجلس الوزراء أن يصدر موافقته على هذه التوصية ففيها صلاح وإصلاح للمجتمع.