قال لها: اليوم يوافق مرور خمس وعشرين سنة لؤلؤية على زواجنا وأنا متحمس للاحتفال بك بسخاء، فلا تكوني غبية وتضيعيني وتضيعي ورودي. جلس الزوجان في ذلك المطعم يحتفلان على ضوء الشموع الياقوتية وفجأة ظهرت أمامهما مخلوقة ذات قدرات سحرية وقالت: نظرا لكونكما زوجين مثاليين وقد كنتما قدوة يحتذى بها في عالم المتزوجين على مر السنين الطوال فقد جئت لأحقق لكل واحد منكما أمنية تنعمان بها مدى الحياة. قالت الزوجة بلهفة بالغة: أمنيتي أن أزور مدن العالم مدينة مدينة بصحبة زوجي. حركت الساحرة عصاها و«آبرا كادبرا» (شبيكي لبيكي بلغة السحرة) وفي لمح البصر تذكرتا سفر بالدرجة الأولى على الخطوط الفريدة الوحيدة التي لا يوجد مثلها ولا غيرها بالبلاد كانتا بين يدي الزوجة. شهق الزوجان فرحا ولم يصدقا ما يريان. الآن إندارت واستدارت الساحرة إلى الزوج ليطلب ويتمنى، فكر للحظة ثم تمسك بيدي زوجته قائلا: حبيبتي تعرفين أن هذه فرصة عمر لن تتكرر ولن أضيعها لذا أمنيتي الآن أن أحصل على زوجة تصغرني بثلاثين سنة. فجعت الزوجة ورمت بالتذكرتين في وجهه باكية : أنت لست زوجي إذن... أنت خنجر في الضلوع...كيف لي أن أرتضي طعنة الغدر..؟!!. انتهى الأمر ولن يجدي الشجب والندب، لقد التقطت الساحرة أمنية الزوج» و«آبرا كادابرا!!» وبلمح البصر تحول الزوج إلى كهل مقوس عمره ثمانون عاما. لقد اختارت الساحرة لهذا الرجل أسوأ الحلول الصحيحة لتحقيق أمنيته، فقد كان بإمكانها أن تسحر له زوجته وتردها من عمر الخمسة والأربعين إلى العشرين وتبقي عليه كما هو في عمر الخمسين ولكن لسوء حظه أن الساحرة انحازت لأنوثتها، وتبقى المرأة الواعية أحرص الناس على حقوق المرأة إن لم يكن من أجل المرأة فمن أجل أن تحرم الرجل طعم الخيانة ويجدر، أن يكون ممتنا لها على هذه الخدمة المجانية. نعود إلى الزوجين في المطعم والزوجة تحدث زوجها العجوز المسحور وهي تمسك بتلابيب يديه المرتجتين: يا زوجي العزيز الحب مدرسة عريقة مجهدة عويصة فإن كتب الله في العمر بقية وصمدت واجتزت ولم ترسب أو تتسرب من مرحلته الابتدائية حينها سأصنع لك يوما للحب لم يشهده فالانتاين ولا قومه أجمعون. ويا حبيبي قل لفالانتاينك إننا لسنا أعداء الحب ونروج له ونستمرئه ولكننا معشر النساء نزدرئ الذي يدعيه ويتقمصه ليوم واحد في السنة.. أما الآن فهيا «قم بس قم» فبسبب حماقاتك الذكورية أرديت بعمرك عتيا و خارت قواك الصحية ولكن اعلم أنه رغم طعناتك الخائنة الخنجرية لا أجد صعوبة في أن أمد لك يدي لتتكئ عليها فنحن النساء لا نعرف إلا أن نتقن الوفاء تماما كما نستنشق الهواء.