أطلق صالح التركي، في جاليري نسما للفنون البصرية، المعرض الشخصي 29 للفنان عبدالله حماس، حيث التقى جمال اللون بجمال العرض في صالة اكتظت بمحبي ومتذوقي الفنون الجميلة، كون الفنان يحمل رصيدا كبيرا من متذوقي فنه حتى من أقرانه في هذا المجال، ولعل ما ميز الحضور هو التنوع فيه كتنوع لوحات حماس التي نالت إعجاب الحضور، حيث التنوع في العنصر والفكر، إلا أن وضوح وصراحة وجمال اللون كان القاسم المشترك في جميع أعماله، لوحات حماس تدخلك في عالم من الذهول، كون ألوانه تتغلغل في النفس البشرية بشكل بانورامي حتى أضحت لوحاته قصصا وروايات، عناصر تراثية وبيئية لعدد من ثقافات وبيئات المملكة من جنوبها لشمالها، ومن شرقها لغربها، ناهيك عن ترميزية الحي في بعض لوحاته ببيت الله الحرام، زخارف مستقاة من تراث الوطن الجميل ميزت أعمال عبدالله حماس عن غيره، فلا تكاد ترى لوحة من لوحاته إلا وفيها لمحة أصالة وجمال فطري يعيدك إلى ذكريات الزمان والمكان، إنه فنان استطاع أن يفرض بجماليات أعماله احترامه لكافة أطياف التشكيليين، ناهيك عن الكم الهائل المقتنى من أعماله في ليلة الافتتاح، بل إن له تجارب سابقة في بيع أعماله قبل يوم الافتتاح، ما يدلل على أن أسلوبه أسلوب عصري متجدد يواكب الحضارة الحديث ويؤرخ لتاريخ وطن ويوقف الزمن لتلك المنمنمات الزخرفية التي باتت سمة فنه وأسلوبا من أساليب التشكيل في المملكة. عبدالله حماس، خريج المعهد الفن في الرياض، عمل في مجال تدريس الفنون نحو 30 عاما، عقد عدة ورش فنية وملتقيات في مرسمه الخاص، أقام 28 معرضا ما بين محلي وعالمي، شارك بالعديد من المعارض التشكيلية في المملكة وفي معارض عالمية، مثل المملكة في عدد من المحافل الثقافية كأبرز التشكيليين السعوديين، نهج أسلوبا مختلفا ومغايرا عن أقرانه في الساحة، بدأ الكثير من التشكيليين والتشكيليات نهج أسلوبه وتكنيكه في الرسم الذي رحب به الحماس واستعد للوقوف مع أي موهبة فنية للدخول إلى الساحة التشكيلية ودعمه وتشجيعيه، ما يدلل على ارتقاء فكر الفنان ومعرفته لمسؤوليات تجاه مجتمعه ووطنه، ويعد أكثر الفنانين السعوديين إنتاجا وغزارة فنية.