يشهد المركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة، يوم غد، المعرض الفني لمجموعة مسار التشكيلية ب60 عملا تشكيليا للفنانين محمد الشهري، أحمد الخزمري، وسعيد قمحاوي. المعرض، الذي يطلقه محمد بن عبدالله الخريجي، يقدم فيه المشاركون آخر إنتاجهم الفني بعد عدة تجارب فنية وتاريخ طويل في إقامة المعارض الفنية، سواء الشخصية أو الجماعية، مع مجموعة مسار، إضافة إلى مشاركتهم محليا وعالميا، حيث يعدون من التشكيليين الذين لهم بصمة واضحة في عالم الفنون الجميلة في المملكة، ولا ننسى تقديمهم لمعارضهم الشخصية التي جابوا بها أنحاء المملكة للتعريف بهم كفنانين وبمجموعتهم. الثلاثي التشكيلي (مؤسسو مجموعة مسار) يقدمون في معرضهم تجارب جديدة باتت تطورا وامتدادا لاتجاهاتهم السابقة، كونهم من الفنانين الباحثين عن الموروث والتراث الإسلامي الجميل، كل برؤيته الفنية التي ارتبطت بثقافته البصرية، والتي بالطبع أهلته لأن يقدم نماذج فنية ترتقي بالساحة التشكيلية السعودية، ولعل ما يميز أعمال الثلاثي هو اختلاف معالجة أعمالهم من اتجاه لآخر، فسعيد قمحاوي قدم التراث بمفهوم عصري لما بعد الحداثة اللونية إن صح التعبير، فدخل عالم المفاهيمية بأسلوب تراثي جميل استطاع من خلاله أن يوظف كافة العناصر التراثية في أعمال سجلت في مسيرته الفنية كاتجاه يخصه كفنان. أما الفنان محمد الشهري الذي جرد بثقافته وأسلوبه كافة العناصر التراثية بإسقاطاته اللونية وإثرائه لأعماله بحرفية لا نهائية، حيث أصبح المتلقي على يقين بأن الشهري يقرأ تفاصيل النصوص التاريخية في لوحاته، والجميل أن كل لوحة تعبر عن حقب تاريخيه بأسلوب تجريدي انتهجه الفنان ليميزه. أما الفنان أحمد الخزمري، فثراء اللون في لوحاته كان هو القاسم المشترك، حيث الجمال الطبيعي في توزيع ألوانه والوحدات الزخرفية البيئة التراثية أخذت حيزا في أعماله، إضافة إلى خلفيات لوحاته الأكثر شفافية التي تنبض بروح وعطاء الحياة. إنه الثلاثي التشكيلي أسهم بالطبع في الحراك التشكيلي السعودي، وما زال يقدم الكثير للفنون التشكيلية في محافظة جدة، ويتوقع أن يشهد المعرض حضورا لافتا من التشكيليين والتشكيليات ومن محبي ومتذوقي الفنون الجميلة، كون الفنانين المشاركين من الفنانين الأكثر حضورا في المشهد وتربطهم علاقات وثيقه بالجميع.