تتيح المعارض الجماعية الفرصة لجمهور المتلقين الفرصة للوقوف على أنماط متعددة من أساليب الفن ومدارسه، كما تتيح بالقدر نفسه المساحة للمشاركين فيها لتلاقح الرؤى، وتقييم أعمالهم بالمقارنة لما هو معروض في هذه المساحات.. ومن هذه النافذة جاء “معرض الفن السعودي” الثاني على مستوى المملكة الذي أقامه فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة في صالة أتيليه جدة للفنون جامعًا في أكثر من ستين فنانًا وفنانة من كافة مدن المملكة. فهذا المعرض الجماعي الذي اختتم مؤخرًا وكان قد افتتحه الدكتور محمّد الرصيص نائب رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، قد تنوعت فيه الاتجاهات والأساليب الفنية، ولم تخلُ منه أيضًا الأعمال المجسمة. وقد اثنى الدكتور محمّد الرصيص على الأعمال المقدمة، مشيدًا بتنوع الأسماء فيه، واستقطابه للعديد من الفنانين من كافة المدن بالمملكة العربية السعودية. وحول هذا المعرض تحدث مدير فرع الجمعية بجدة عبدالله عمر باحطاب بقوله: من واقع أن اللجنة التشكيلية بالجمعية تقدّم دومًا المساعدة وتشجيع الفنانين من أجل النهوض بالحراك التشكيلي وإيجاد المناخ الفني؛ قدمنا هذا المعرض لفناني المملكة المميزين، وكان فرصة لجميع المشاركين لعرض أعمالهم الفنية المبتكرة والإبداعية؛ والتي تتماشى مع الفنون المعاصرة. وعلق رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية عبدالله نواوي بقوله: حرصنا في هذا المعرض أن يشارك أكبر قدر من الفنانين المميزين، ولم نقتصر على مدينة جدة؛ بل استقطبنا أسماء من كل المدن السعودية، وهذا من أجل أن تعم الفائدة كل الفنانين، ولكي يطلع الجميع على تجارب عديدة. مسمى ودلالات كذلك أبدى عدد من المشاركين في المعرض عن سعادتهم بالمشاركة فيه، مشيدين بالنهج الذي أُتبع فيه؛ حيث يقول الفنان أحمد البار: معرض الفن السعودي الذى أُقيم بإشراف الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع جدة والذي اختتم مؤخّرًا بمدينة جدة عروس البحر الأحمر وعروس التشكيليين كان رائعًا، فقد تشرفت بالمشاركة في هذا المعرض الجميل، ولذلك أشكر القائمين على هذا المعرض وعلى رأسهم الفنان عبدالله نواووي، ووزميلنا نذير ياوز وكافة الزملاء المنظمين، فقد تعودنا منهم التنظيم الجميل الراقي لأي معرض يقومون بتنظيمه. ويضيف البار: وقد شارك بالمعرض كوكبة جميلة من فناني المملكة لإبراز أعمالهم الفنية القيمة من مختلف الفنون التشكيلية والمدارس الفنية، وكان جميلاً منهم أن يبرزوا ثقافة الفن التشكيلي السعودي بكافة معطياته الجميلة والراقية؛ فهذه الأعمال التي قدمت في المعرض كانت نتاج عمل إبداعي من الفنان ليواكب التطور الملحوظ في وقتنا الحالي لكثرة أنواع الفنون، فقد برز هذا المعرض ليعطي مساحة جميلة للمشاهد والمتذوق والناقد، ومن مسمى المعرض نستبط مدلولات جميلة، فلمملكتنا الغالية طابع تراثي مميز وراقي وأصيل، فنحن مازلنا نبحر في هذا الفن لنقدم أصالتنا في دراستنا وأعمالنا المنفذة عن تراث مملكتنا الحبيبة، ذلك التراث الغني والراقي والأصيل والذي يحتوي على الكثير من المفردات الجميلة، فلا غنى عنها، لأنها مكسب لكل فنان وكل هاوٍ ومبدع ومتذوق وناقد، فالفنان التشكيلي السعودي قد تأثر كثيرًا بهذه المدولات الجميلة، وأبدعها لنا في لوحة غنية باللون والتكوين، وقد بزر أغلب الفنانين التشكيليين من خلال صياغتهم المميزة في أعمالهم عن تراث مملكتنا الحبيبة، كلٌّ بطريقته الخاصة وتنفيذه لخاماته الخاصة ليتميز بها عن غيره، فقد برزت لنا أسماء كبيرة أضاءت لنا أعمالاً قمة في الجمال والروعة والإبداع، ليسطروا بها تاريخ الفن التشكيلي السعودي المعاصر، ولا شك أننا نفتخر بهذا الجمال والإبداع، ومن الجميل أن تدون تلك الأعمال لتخلد عبر التاريخ السعودي والخليجي والعربي. أيام عرض محدودة أما الفنان إبراهيم الخبراني فيقول عن المعرض: كانت مشاركتي بالمعرض جميلة؛ خصوصًا أن المعرض ضم نخبة من كبار فناني المملكة، وكان الدور الكبير الذي قام به الأستاذ الفنان عبدالله نواوي له بالغ الأثر في نجاح هذا المعرض سواء في جانب التنظيم أو اختيار الأعمال، وأيضًا الفنان نذير ياوز، كما أن الحضور كان جميلاً، ولكن لضيق أيام المعرض لم يتكمن الكثيرون من حضوره في أوقات أخرى؛ ولكن بالتأكيد كان الجهد كبيرًا يضاف لتلك النجاحات للإخوة في جميعة الثقافة والفنون بجدة. أعمال متميزة ويشير الفنان سعيد العلاوي إلى ما تميز به المعرض في سياق قوله: تميز معرض الثاني 2010م والذي أقيم بصالة أتيليه جدة عن سابقه (المعرض الأول 2009م) من حيث عدد المشاركين والمواضيع المتناولة، كلٌّ حسب تقنياته وأسلوبه الذي يميزه؛ حيث حضرت بعض الأسماء المعروفة بأعمالها القوية، علاوة على مشاركة بعض الفنانين من مختلف المناطق والمحافظات، والتي أعطت لهذا المعرض تقييمًا أفضل بتنوع المواضيع سواء كان رسمًا تشكيليًّا، أو خطًّا عربيًّا، أو أعمالاً نحتية أو خزفية. مستوى مشرف وتقول الفنانة أمل فلمبان: المعرض ضم أكثر من ستين فنان وفنانة من جميع أنحاء المملكة، وكان المعرض على مسوى رائع من الأعمال المختلفة للفنون من الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي التي قدمت من الفنانين والفنانات السعوديون، والذين أثبتوا أنهم على مستوى عالٍ من الإبداع والرقي الفني الذي لا يستهان به، وعلى مستوى مشرف بأن يكون واجهة ثقافية نقدمها لأنحاء العالم. ومن المميز في هذا المعرض أنه لا يحتكر مجموعة معينة من الفنانين؛ بل يضيف مشاركين جدد حتى يتسنّى المشاركة للجميع، وكذلك نستطيع نحن كفنانين الاطلاع على أعمال الآخرين لنتزود بخبرتهم ونتذوق فنونهم ونتبادل الآراء والحوار الهدف حول الأعمال والنهوض بالحركة الفنية. وتشرفت في هذا المعرض بأن أكون من المشاركات، وأتمنى لو أن يكون لهذا المعرض أكثر من محطة داخل المملكة وخارجها لإعطاء الصورة الثقافية وإبراز الفن السعودي المعاصر. وبهذا نتقدم بالشكر لجميع القائمين على هذا المعرض من مدير فرع الجمعية الأستاذ عبدالله باحطاب، والمنظم الأستاذ عبدالله نواوي، والأستاذ رضا غزاوي، ولكل من شارك لانجاح هذا المعرض على مجهودهم وعلى ما قدموه للنهوض بالحركة الفنية في المملكة.