عيد الحب أو عيد العشاق أو «يوم القديس فالنتين» مناسبة عالمية يحتفل بها كثير من الناس في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام، ولو بصورة رمزية وغير رسمية، حيث يعتبر اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن مشاعرهم عن طريق إرسال بطاقات معايدة أو إهداء الزهور أو الحلوى، وأخذت هذه الظاهرة بالانتشار رغم التباين والمتناقضات بين شرائج المجتمع بين مؤيد ومعارض، حيث يرى المؤيدون أنها فرصة لتوطيد علاقات الحب وتبادل المشاعر دون المساس بقيم الدين الإسلامي، فيما يعزي المعارضون رفضهم لهذه الظاهرة كونها دخيلة على مجتمعنا وتدخل ضمن التقليد الأعمى، خاصة أن مشاعر الحب ليست بحاجة لوقت معين لإبرازها.. رنا: الشفقة على استخفاف العقول أكدت رنا حمصي أن مثل هذه البدع نحن في غنى عنها ونستطيع التعبير عن مشاعرنا وعواطفنا للطرف الآخر في أي وقت، وليس من الضروري الالتزام بوقت معين في السنة لهذه المناسبة، وتابعت «استغرب ارتداء كثير من الشباب في مثل هذا اليوم الزي الأحمر للتعبير عن اهتمامهم بعيد الحب وشراء الورود الحمراء والهدايا وتقليد الغرب وما يقدمونه في مثل هذا اليوم، حيث انظر لهم بعين الشفقة كون تفكيرهم سخيف وسطحي جدا». رانيا: لا تأثير على الوازع الديني أشارت رانيا الفردان أن تربية الشباب السعودي قامت على أسس الدين الصحيح من خلال المناهج التعليمية والتربية المنزلية وغيرها، وتقول: «لا أرى أن يوم الحب سيؤثر على الوازع الديني لدى شباب وشابات البلد ما لم يكن هناك سلوكيات غير مرغوبة ومخالفة للشرع، وعليه لو تم التعامل مع هذا اليوم على أساس عاطفي فقط فلا مانع في تقبل يوم الحب على أساس أنه يوم مميز يتشارك فيه كل العالم بلحظات عاطفية، على أن نتمسك بالشريعة والابتعاد عن كل ما هو مخالف لعاداتنا وتقاليدنا». قادري: ديننا أحق بالحب يوضح وليد قادري المبتعث إلى أمريكا: «كمسلم لا تهمني هذه الأعياد كثيرا خاصة أنه يوافق هذا العام يوم جمعة وهذا عيدنا الأسبوعي فبالطبع لن نحتفل به ولن نلبس اللون الأحمر ونتبادل الورود فأيامنا كلها حب، ربما نشاهد بعض الاحتفالات من باب الفضول فقط دون المشاركة فيها». ندى: بدعة غربية لا تمثلنا رأت ندى عطية أن يوم الحب ليس من عاداتنا وتقاليدنا وبالرغم من اهتمام بعض المراهقين بهذا اليوم إلا أنه لا يمثل القيم والأخلاق العربية، حيث إنه بدعة غربية وليس كل ما هو غربي مفيد، وقالت: «علينا انتقاء ما يأتينا من الثقافات الأجنبية خاصة أن هناك انحلالا أخلاقيا يعانون منه في الغرب ويعملون على محاربته بكافة الوسائل الإعلامية والتعليمية وغيرها». حكمي: الحب لايحتاج لوقت أشار المبتعث علي حكمي، إلى أن التعبير عن الحب لا يكون بتخصيص يوم معين للاحتفال والبوح بحبنا لمن نحب سواء الوالدين أو الزوجة والأبناء والأصدقاء، مبينا أن اهتمامنا لأمر من تحب والتواصل معهم وحب الخير لهم وذكرهم في السر والعلن بالخير أسمى أوجه التعبير عن الحالة الإنسانية التي تعيشها تجاه أحبابنا. الغامدي: حب زائد لتعويض الحياة المادية أوضح الدكتور صالح يحيى الجار الله الغامدي أستاذ علم النفس بجامعة الباحة، أن ارتباط الحب ببعض الظواهر الغريبة التي ظهرت في الآونة الأخيرة ويمارسها بعض المحبين كظاهرة «عيد الحب» أو يوم الحب Valentin›s day تعد من الظواهر الغريبة على مجتمعنا وقد يكون لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وللانفتاح الكبير على ثقافات الدول الغربية التي تحتاج إلى مثل هذه الأعياد وذلك لطغيان الحياة المادية والمدنية، مما أثر على الجوانب العاطفية والعوامل المساعدة في الاحتفاظ بعلاقات حميمة لفترات طويلة، وبالنظر بعين ثاقبة، ورؤية فاحصة لهذه الظاهرة نجد أن الإنسان لا يحتاج إليها وليس بالضرورة ربط الحب بها، فالحب حاجة فطرية إنسانية يحتاجها الإنسان يومياً فهي غذاء لروحه، وأكسير لحياته، فكيف لا نحتاج إلا ليوم واحد لنشعر بحب الأم أو الأب وكذلك الزوجة والأبناء فالحب ليس مرتبطاً بيوم أو عيد محدد، وهذا تحديد خاطئ وما نراه في مثل هذا اليوم المسمى «عيد الحب» ما هو إلا خروج عن المألوف ليس إلا ويعبر عن إحساس ومشاعر مبالغ فيها من قبل من يقوم به، بينما يظل الحب الحقيقي هو الحب الذي لا يرتبط بيوم أو مناسبة محدد ولمرة واحدة فقط في العام. الخياط: عيد مضحك للمراهقين يقول الباحث والمحلل الاجتماعي والصحي جمعة الخياط: «سنويا في مثل هذه الأيام يدور الحديث حول ما يسمى بعيد الحب وهناك من يؤيد لأسباب اجتماعية لمواكبته للاحتفالات العالمية واعتقاده أنها حضارة يجب الانخراط فيها، والبعض يرفض لأسباب عقائدية لإيمانه بوجود عيدين فقط عند المسلمين ولا يجوز الاحتفال به بل ومهاجمة المحتفلين به، والمضحك أن المراهقين يحتفلون بالمسمى دون معرفة قصة الفالنتين دي». خليل: مشاعر الحب لا تحصر في وقت يقول الدكتور أحمد أسعد خليل: «عندما خصص الغرب يوم 14 فبراير من كل عام ليكون يوم الحب لديهم في مجتمع يعيش على الماديات وكأنهم يحتفلون بهذا اليوم فقط لمن أحبوهم، ونسوا أن الحب لا يقف أمامه زمان أو مكان»، وتابع: «الإسلام دين الحب والتسامح والإخلاص وأمرنا بحب سيد البشر عليه صلوات الله والذي قال في الحديث الشريف «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»، وما أعظمه من حب لمن يلتزم به ويسير على نهجه، فليس الحب بالكلمات والورود الحمراء فقط وإنما أيضا بالعمل على إسعاد الطرف الآخر وتقديم ما يشفع لنيل هذا الحب الذي ينمو مع الأيام وترى نتائجه من حولك سواء في والديك أو زوجتك وأولادك، لذا فلنجعل كل أيامنا حب لمن حولنا نزرعه في أبنائنا وفي مجتمعنا ولن نخصص يوما أو ساعة لذلك لأن عواطفنا ومحبتنا لا يمكن أن نحصرها في زمن محدد».