يستعد العالم أجمع لاستقبال ما يسمى «عيد الحب» الذي يوافق غداً الثلاثاء 14فبراير، بالورود الحمراء و»الدمى» و»القلوب الحمراء»، والزهور التي يتضاعف سعرها في ذلك اليوم، وحسبما جاء في تقرير للاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة فإن قيمة النفقات خلال عيد الحب المقبل من المتوقع أن تبلغ 17.8 مليار دولار، أي ما معدله أكثر من 126 دولاراً للشخص الواحد، بزيادة نسبتها 10% عن العام 2011، وهي الأعلى منذ 10 سنوات. «الشرق» التقت عددا من الشباب والشابات الذين تباينت آراءهم بين الرفض والتأييد حول الاحتفال ب«عيد الحب». توعية المجتمع تقول ريما الخلف:» أنا ضد الاحتفال بهذا اليوم، والحب موجود بين الأزواج والأخوان والأصدقاء، وليس هناك داعٍ للاحتفال بمثل هذا اليوم، فنحن لا نحتاجه، ولا يحتفل به إلا صغار العقول، ولا بد من زيادة توعية المجتمع بطريقة راقية تجعلهم يقتنعون بأنه محرم ولا يجوز الاحتفال به، وشاركتها الرأي الطالبة خلود قائلة: «ليس هناك يوم محدد للاحتفال بالحب، فنحن كمسلمين الحب موجود في جميع علاقاتنا ولكن الغرب يخصصون يوماً للاحتفال بهذا اليوم لأنه ينقصهم الكثير من الحب، وينشغلون بأمور دنياهم عن أحبائهم وأقاربهم، بعكس المسلمين المهتمين بصلة الرحم التي وصَّى بها نبينا -عليه الصلاة والسلام-. مجرد التقليد وقالت أشجان التويجري: « أنا لست ضد الحب أو التهادي بين الأزواج والأصدقاء ولكن عندما ننتظر يوما لا يخصنا لنحتفل فيه، فالحب من وجهة نظري لا يرتبط بيوم أو وقت معيَّن، وعلى من يريد الاحتفال اختيار مناسبة تخصه كذكرى زواج أو خطوبة أو تعارف للاحتفال والتعبير عن المشاعر وليس الاحتفال لمجرد التقليد أو من جانب التطور والتقدم كما يُخيل لبعض المراهقين وصغار العقول». حق مشروع ويرى أحمد (غير متزوج)، أن التعبير عن الحب حق مشروع، سواء كان ليوم أو طوال العام، وذكر أن ما يقوم به العديد من الشباب خلال يوم عيد الحب هو الخروج مع مايسمى «المحبوبة « لتناول طعام الغداء أو العشاء، ويضيف سعود (متزوج): «إن إبداء المشاعر ظاهرة حميدة وجميلة ويجب أن تلقى تشجيعاً لتجديد العلاقات الزوجية والأسرية، ممتدحاً ظاهرة الباعة المتجولين الذين يقومون ببيع الورود الحمراء عند الإشارات، فيما تقول أم حسين:» أنا أرفض فكرة عيد الحب كيوم للاحتفال من الناحية الدينية، لكني أحب أن احتفل فيه مع زوجي بشكل خاص لتجديد حبنا.» عطور وورود وأكد بائع في محل هدايا شهير في جدة أن نسبة الإقبال على الشراء تزيد عند الفتيات في هذا اليوم، وأن أكثر ما يقوم بتغليفه في ذلك اليوم هو العطور والورود، أما عند الشباب فيأتي في المركز الأول «الدمى» والقلوب الحمراء ثم الشموع ثم الورود، وقدر نسبة الزيادة في المبيعات ب 20%،أما في محلات الشوكولاتة فالإقبال يزيد بنسبة 50% وأغلب المشترين يكونوا من فئة الشباب. 17.8 مليار دولار ونشر موقع «السي إن إن» الإخباري في تقرير للاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة أن قيمة النفقات خلال «عيد الحب» غداً من المتوقع أن تبلغ 17.8 مليار دولار، أي ما معدله أكثر من 126 دولاراً للشخص الواحد، بزيادة نسبتها 10% عن العام 2011، وهي الأعلى منذ عشر سنوات، حيث من المتوقع أن ينفق المستهلكون 74 دولاراً كحد أوسط على الشريك، وبمعدل أكثر ب 25 دولاراً على الأطفال أو الأهل أو أفراد العائلة، ويشير التقرير إلى أن أكبر جزء من التسوّق سيقوم به الرجال هذا العام، حيث يتوقع أن ينفق الذكر الواحد 168.74 دولار لمشترياته من الثياب والمجوهرات وبطاقات المعايدة، وأشياء أخرى في عيد الحب، أي أكثر بمرتين من النساء. تطبيقات ذكية وأطلقت شركات الهواتف المتنقلة الذكية لمواكبة الحدث عدداً من الشركات برامج وألعاب باللون الأحمر ومن أبرز تلك التطبيقات يعرف باسم «وت» WOT»، والتطبيق الذي يلقى رواجاً بين مختلف الفئات العمرية، يعطي مستخدميه الحرية في تحديد صفات الطول والوزن ولون الشعر للطرف الآخر، وإرسال رسائل حب لمن يريدون، من خلال تحديدهم قبل 14 فبراير، لإرسال رسائل نصية لهاتفهم النقالة أو بريدهم الإلكتروني الخاص. تقليد النصارى ويقول المرشد الأسري والباحث الاجتماعي والديني عبد الرحمن بن ظافر القشيري «إن الاحتفال بمثل هذا اليوم هو دليل على ضعف الوازع الديني لدى الشاب و الفتاة، كما أنه يدل على سعيهم للتقليد الأعمى للنصارى في أعيادهم، وهذا لا يجوز شرعاً «، ولا يعتقد القشيري أن الباعث لهذه المظاهر هو البحث عن الحب أو الحنان، بل هو للتقليد فقط والانبهار بالحضارة الغربية الكافرة، مضيفاً: إن عرض المحلات التجارية للحلويات و المعروضات الحمراء التي يخصصونها لهذا اليوم لا يجوز شرعاً، ويُعد مخالفة صريحة لتعاليم الدين الإسلامي، وبيع هذه السلع في هذا اليوم هو حرام ويُعد محظورا شرعيا، وعرض مثل هذه الحلويات لا يجوز، ولا بد من نصح الشباب و الشابات بالتقييد بتعاليم الإسلام وعدم الانبهار بما لدى الغرب من تقاليد وعادات، وأن يراجعوا دينهم و فتاوى العلماء في مثل هذه الأعياد، التي لا تمت للدين بشيء، وأنصحهم بسؤال العلماء قبل القيام بأي سلوكيات خلال اليوم هذا من خلال ما رصد من سلوكيات خاطئة. تفعيل الحب وتؤكد الباحثة الاجتماعية الدكتورة فاطمة الخطيب أن الحب لا يحتاج ليوم أو عيد ولكنه يجب أن يكون كل يوم وعلى المؤسسات جميعاً العمل على تفعيل ونشر ثقافة الحب بين الأفراد، فالمدرسة عليها دور كبير في تعليم الأطفال حب الأسرة واحترام الكبير، وحب الأصدقاء، وحب الوطن، وعن الآثار الإيجابية للحب إذا ما فعل في المجتمع، وتقول الخطيب: لو أحس كل فرد في المجتمع بحب الآخرين له لقلَّت الأمراض، وانخفض معدل الجريمة و معدلات الطلاق والمشكلات الأسرية والعاطفية، والعلاقات المحرمة التي لا يحمد عقباها، وأضافت: «لو كل فتاه شعرت بأنها مشبعة عاطفياً ومحبوبة و مقدرة في أسرتها لما صدقت شاباً يخبرها على الهاتف أنه يحبها أو يتغزل بها »، وطالبت الخطيب بتضافر مؤسسات المجتمع من مدارس، ومجالس أحياء، ووسائل الإعلام، والأسرة، والجمعيات لنشر ثقافة الحب طوال العام، وقالت: «زيارة المريض حب، والكلمة الطيبة حب، وبر الآباء حب». وأضافت: « أنتقد رجال الدين الذين يكتفون بتحريم يوم الحب دون إعطاء البدائل لنشر الحب الحلال بين أفراد المجتمع». الممنوع مرغوب وذكر المدرب والمستشار النفسي جزاء المطيري أن ما يقوم به الشباب والفتيات من احتفال هو تقليد للغرب فقط على قاعدة «كل ممنوع مرغوب» وقال «نحن لا نحتاج يوم محدد للبوح عن مشاعرنا لمن نحب، فالحب متواجد بداخلنا كل يوم وكل وقت لا يأتي بيوم واحد أو فترة محددة وينتهي، وإذا أردنا أن نعبر عن مشاعرنا لمن نحب فلا نستخدم اللون الأحمر لأنه لون آلهة الإغريق لدى الكفار لأجل ذلك حدد الغرب هذا اللون للاحتفال بيوم الحب لديهم فنحن لابد أن نستخدم اللون الأخضر للتعبير عن مشاعر الحب فهذا اللون مرتبط بمشاعر الحب بعضلة القلب، وذكر أيضاً بالقرآن بقوله تعالى «عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ». عقوبات ومحاسبة و أوضح الناطق الإعلامي لشرطة جدة العميد مسفر الجعيد أنه صدرت توجيهات العام الماضي تشدد على محلات بيع الملابس والورود والهدايا عدم الاهتمام بهذا اليوم والاحتفال فيه مبيناً أن العقوبات ستطال من يتجاوز هذا القرار وستتم محاسبته من الجهة المسؤولة، وأوضح أن الشرطة ستشارك مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومع وزارة التجارة وتعمل كمساندة لهم في رصد من يهتم بالاحتفال في ذلك اليوم بأي مظهر كان. العثيمين يفتي بتحريم الاحتفال بعيد الحب أفتى الشيخ محمد بن صالح العثيمين في 5/11/1420 ه ب «عدم جواز الاحتفال بعيد الحب» قائلا «إنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، ولأنّه يدعو إلى اشتغال القلب بالأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمّعة يتبع كل ناعق».