نظرا لما تحمله من أفكار ومعان، أصبح لظاهرة الكتابة والرسم على الجدران هواة يطالبون بتحويل هذه الهواية من الجانب السلبي إلى الإيجابي، من خلال منحهم مساحات حرة يتمكنون من خلال تفريغ أحاديثهم المكنونة ومواهبهم بالرسم على الجدران تحت إشراف وتنسيق جهة رسمية كأمانات المدن أو مراكز الأحياء أو بعض الجهات التي تهتم بالشباب، لصقل الطاقة السلبية المتولدة لديهم. ويقول عمر الجعيد: «هي حالة نفسية يعيشها الأشخاص الذي يمارسون «الشخبطة» على الحائط جراء تهميشهم وعدم الاهتمام بهم من قبل أسرهم والمجتمع، فيتخذون من الحائط مساحة حرة للتعريف بأنفسهم أو للتعبير عن فكرهم والبوح بأحاديث النفس وصراعاتها مع ذاتها أو صراعاتهم مع من حولهم، وينفسون عن ذلك إما بالكلام أو الرسومات التعبيرية أو الرموز التي لها مدلولات شائعة ومعروفة لدى الشباب». وقال علي المغربي: «أنا مع الكتابة على الجدار إذا زينت المكان وأضافت له رونقا وجمالا وتكون الكتابة أو الرسم لها دلالات ومعان غير مسيئة وتنمو عن رقي وسمو الفكرة والطرح، وضدها إذا كانت تستهدف النيل من كرامة أو سمعة شخص ما، أو تشوه ممتلكات الغير بقصد ككتابة على جدار المنازل والمرفقات الحكومية والعامة». وقال أبو محمد: «لي شخبطة عمرها الآن حوالي 27 عاماً كتبتها على جدار قصر أحد الأحيان الذين يقطنون بحينا بذلك الزمان وكانت عبارة (إنساني)»، وقتها كان عمري لا يتجاوز ال16، وكانت لي علاقة حب بريئة بفتاة جميلة من خلال الرسائل التي أبثها لها عبر الحائط إن تعذر على الاطمئنان عليها من خلال مشاهدتي لها وهي ذاهبة وعائدة من المدرسة، فكنت أكتب تلك العبارة كوسيلة للتعبير عن مشاعري الحزينة، علها تراها عندما تذهب للمدرسة في الصباح الباكر وتشعر بي، وللأسف أن السور أصبح كله كتابات الآن ولازالت عبارتي تتصدر كل العبارات «عموماً يقال الجدار دفتر المجانين». ويرى عبدالعزيز المالكي أن جموح موهبة مع كبتها وازدياد رقعة الفراغ أدى لتبلورها وانفجارها بشكل عشوائي على الجدران، وقد كان من الممكن عمل الأندية لمثل تلك المواهب واستغلالها بتوظيفها لرسم حوائط الأندية الطلابية أو المهرجانات العلمية والنوادي الرياضية. واعتبر عادل التركي هذه الظاهرة تشويه الجدران وكذلك المنازل والمرافق الخدمية هو تشويه للمظهر العام للمدينة بكتابات سواء كانت إيجابية أو سلبية، مؤكداً أنها ظاهرة غير حضارية تبعث الشعور بالتلوث البصري. فيما يرى صلاح المطرفي أنها ظاهره نفسية انفعالية للفت نظر الآخرين وعملية لا شعورية وظاهرة أيضا غير حضارية من أشخاص سيئين سلوكيا. ويؤكد صفوان الفهيد على ضرورة احتواء هاوي الكتابة على الجدران من خلال تخصيص دورات وندوات تعريفية وتوعوية لتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية مع مراعاة أن تحتوي تلك الرسومات والكتابات على لمسات جمالية.