حتى الآن غادر مسابقة دوري المحترفين نصف المدربين الذين يشرفون على الفرق ال (14) المشاركة في المسابقة وهي نسبة تعد كبيرة في عالم الكرة وتدل دلالة واضحة وصريحة على ان خللا لابد من علاجه وايقافه تعاني منه الكوادر الإدارية للأندية التي تعيد وتزيد في كل موسم باختيارات خاطئة للمدربين وهنا ليس بالضرورة ان يكون الخلل في المدربين وانما في بعض ممن توكل اليهم مهمة البحث والتعاقد مع المدربين. أربعة وعشرون مدربا ظهروا في دوري المحترفين حتى الآن وربما يرتفع الرقم خلال الجولات المتبقية. المشكلة ليست بالفرق او اللاعبين الذين يمثلون تلك الفرق وانما في القرارات الادارية التي يصر البعض منها على ابرام صفقات تفوح منها العشوائية وتطفح منها رائحة التنصل من المسؤولية التي تظهر بعد هذه الخسارة او تلك وحينها يكون الخاسر الوحيد والحقيقي فريق النادي والضحية المدرب وان كان هو من وافق على ان يكون مدربا تتلاعب بمقدراته اهواء من اتفق معه على تدريب الفريق وبالتالي يخسر الكثير من سمعته الكروية وتاريخه التدريبي. اخطاء الإدارات وتهافت المدربين للحصول على صفقة تدريبية في هذا النادي او ذاك رمت بظلالها على مستوى الكرة السعودية ولعل النتائج المتواضعة التي تخرج بها اغلب الفرق السعودية المشاركة خارجيا دليل واضح وصريح على ان ما ينتاب المنافسات المحلية من ارهاصات وسوء تدبير ادارات الاندية كلها انعكس بشكل او بآخر على المستوى العام والنتائج في المشاركات الخارجية على صعيد الأندية والمنتخبات. إن عدم الاستقرار التدريبي لأغلب اندية الدوري ظاهرة تبحث عن علاج مناسب. إن استمرار هذه الظاهرة السلبية في دورينا يقف خلفها عدة أسباب واحتمالات. الاحتمال الاول هو ان أفكار الإدارات هي بالأساس التي تعاني من ضعف ثقافي لدى العاملين فيها. ثاني الاحتمالات هو التخبط بالقرارات عندما يتعرض الفريق للخسارة رغم ان ذلك وارد في لعبة مثل كرة القدم. ثالث الاحتمالات لظاهرة إقالة المدربين لكون دوامة تبديل المدربين هي من بين الأرزاق غير المنظورة لبعض المنتفعين. آخر الاحتمالات قد يكون بسبب الطريقة الخاطئة لاتخاذ قرار التعاقد والذي قد يكون مبنيا على بيانات خاطئة. في أنديتنا يتم اتخاذ قرار إقالة المدرب بشكل سريع ويكون قرار المدرب البديل أسرع منه فمن غير المعقول ان تتعاقد مع مدرب جديد بعد أسبوع او أقل من قرار إقالتك للمدرب الاول، الإدارة التي تختار المدرب يكون واجبا عليها مساعدة المدرب على انجاح عمله لكونها من قامت بعملية اختياره وفق قناعتاها، ظاهرة إقالة المدربين بدأت في الاستفحال وستنعكس سلبياتها بشكل واسع على مستوى الكرة السعودية. البحث عن حلول منطقية وواقعية للقضاء على هذه الظاهرة يجب ان يتم بشكل عاجل وسريع، الغياب التام للرقابة والمحاسبة على الاموال الكبيرة التي يتم التعاقد بها مع المدربين الاجانب ساعد على تفاقم هذه الظاهرة والأموال المهدرة بسببها. خلوديات الاتحاد 3 مدربين الشباب 3 والاتفاق مثلهما 9 مدربين لثلاث فرق في أقل من عام. اللهم لا تسكن فى قلوبنا إلا الحلال ولو طال بنا الحال.