يحرص أهالي رجال ألمع والمحافظات المجاورة على «طلعات البر» خاصة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وخاصة في مثل هذه الأيام التي تشهد خلالها المنطقة هطول أمطار غزيرة وجريان العديد من الأودية، ويلجأ محبو البرية إلى الرحلات الجماعية لكسر الروتين الذي يخيم على حياتهم اليومية، عبر التجمعات التي تجمع الأصدقاء والأقرباء بعيدا عن ضجيج المدن وصخبها ويمضون أوقاتا ممتعة في تبادل أطراف الحديث واسترجاع الذكريات الجميلة والمواقف الطريفة بعيدا عن هموم الأعمال والاجتماعات واللقاءات الرسمية. «عكاظ الأسبوعية» التقت عددا من المواطنين الذين فضلوا الخروج إلى البر والاستمتاع بالأجواء الربيعية الجميلة التي تعيشها رجال ألمع هذه الأيام، حيث أوضح المواطن مرعي بن عامر عسيري أن المناظر الطبيعية الجميلة والأجواء الدافئة قد شجعت الأسر والشباب على الخروج إلى البرية، والاستمتاع بالأجواء الطبيعية في محاولة منهم للهروب من الروتين الذي يحاصر حيتهم اليومية. وقال «جئت من مدينة أبها إلى محافظة رجال ألمع برفقة الأسرة ومكثنا لبعض الوقت في بلدة «حسوة» شرقي المحافظة لعدة ساعات، عقبها توجهنا إلى قرية رجال ألمع التراثية لقضاء بعض الوقت هناك»، موضحا أنه اختار أحد المواقع المطلة على القرية التراثية لموقعها الفريد والمناظر الخلابة المحيطة بها. وأكد كل من مفرح محمد عسيري، محمد يحيى، وعبدالله إبراهيم حسن الألمعي، أنهم يفضلون الطلعات الجماعية للترويح عن النفس وقضاء أيام جميلة بعيدا عن التزامات العمل وحتى الأسرية والتخلص من الغوط اليومية. وأضافوا «قضاء ساعات أو أيام مع الأصدقاء بعيدا عن الروتين ومسؤوليات العمل تزيد من التآلف وتعزز أواصر الصداقة والتعاون والتكاتف»، لافتين إلى أنهم يتقاسمون المهام والمسؤوليات خلال الطلعات البرية ويمارسون الألعاب والرقصات الشعبية التي تشتهر بها محافظة رجال ألمع، وهناك من يغرد الشعر والبعض يستعرض مهاراته في فنون الطبخ وإعداد الطعام في الهواء الطلق. وبين الشاب محمد البناوي أنه يشارك أصدقاءه المقربين في تناول طعام الإفطار أو وجبة الغداء، بين أحضان الطبيعة خاصة في إجازة نهاية الأسبوع، وقال «نلجأ للطبيعة هربا من الرتابة والاستمتاع بأجواء جميلة آسرة بالقرب من المناظر الخلابة والمسطحات الخضراء، وتشهد أودية رحب، حسوة، وريم وبعض المواقع المطلة على قرية رجال ألمع التراثية هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من المواطنين والزوار القادمين لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن الهموم والضغوطات اليومية»، لافتا إلى أنهم يقومون بحجز تلك المواقع منذ ساعات الصباح الأولى نظرا للإقبال المتزايد عليها لروعتها وجمالها.