تكسو المسطحات الخضراء منطقة حائل خاصة بعد هطول الأمطار الأخيرة، ففي الغرب الشمالي من المنطقة تقع (نفود الحطي) التي تتميز بتضاريسها الجذابة والتي تحيط بها من كل الجهات، فيما تحتضنها من الجهة الجنوبية أودية وشعاب ومواقع برية مثل (شطيب، والعش وأبونمر و الحامرية وسراء) هذه الطبيعة الجذابة تجذب العشرات من عشاق البر سواء من الأسر والشباب خاصة في إجازة نهاية الأسبوع. ونفضل الأسر في حائل النزهات البرية يخرجون إلى «نفود الحطي»، لما تتميز به تلك الأماكن من تضاريس تستقطب عشاق الطلعات البرية، والتخييم، خاصة في الإجازات القصيرة وينصبون خيامهم حيث تحلو جلسات السمر الليلية حول جمر الأرطى المتوهج، وبجانبه شاي المخدار، الذي يفضله عدد من العائلات، إلى جانب الخبز الجمري المعد على الجمر. «عكاظ الأسبوعية» زارت منطقة (نفود الحطي) والتقت عددا من المتنزهين وكانت البداية مع المواطن عارف بن مشوح المطارد الذي أكد يتميز منطقة حائل وقت الشتاء مما يجذب عشاق الطلعات البرية الجماعية، وقال «اصطحب أسرتي إلى نفود الحطي فننصب الخيام الواسعة لحماية الأطفال والنساء من البرد، وخيام خاصة بالفتيات المتقاربات في السن لمزيد من الأريحية والخصوصية». وأشار قالط الغزاي إلى أن الفرحة في النزهة البرية تنسي رب الأسرة كل تلك المشقات في أعماله ففرحة الأطفال والنساء بتلك الطلعات لا يمكن وصفها، خاصة طلاب المدارس والأمهات العاملات لأخذ أوقات ممتعة، بعيدا عن صخب المدن وضجيجها، وبعيدا عن وسائل التقنية التي ساهمت وإلى حد كبير في عدم تقارب أفراد الأسرة الواحدة. أما فايز المياح فيفضل الطلعات البرية برفقة الأصدقاء، بعيدا عن متطلبات العائلة حيث يقول: أفضل الطلعات البرية برفقة الأصدقاء بعيدا عن طلعات العوائل، وعن فائدة الطلعات البرية أوضح أن النزهة البرية، وخاصة الطويلة منها، فيها ترويح عن النفس، فالهواء النقي، والبعد عن الضوضاء يشعر الفرد بأريحية لا يمكن وصفها. والجلسة البرية حول النار، وتبادل أطراف الحديث في جو هادئ لا تشوشه قنوات الاتصال تشعر الفرد بنقاء الأفكار، واتزان في المزاج. وأضاف، النزهات العائلية لا تناسبني، لأنني أفضل الهدوء، والخروج بمعية الأطفال يشعرني بالتوتر، خاصة إذا ما كان في الطلعة البرية العائلية طفل أختي الصغير ماجد، فهو مدينة كاملة بصخبها وضوضائها، ويستطرد قائلا افتراش الأرض والتحاف السماء يجعلان الإنسان ينعم بهدوء مطلق، ويتيحان له فرصة كبيرة في التأمل، وتذوق جمال الطبيعة، والتدبر في ملكوت الرحمن. ولكن الطالب الجامعي أحمد عبداللطيف له رأي آخر، حيث يقول في مثل هذا الوقت لا أحب الطلعات البرية فهي تشعرني بالوحدة، ولا يمكنني أن أتخيل البعد عن أجهزتي الإلكترونية لدقائق، فما بالك بأيام ويضيف دائما ما أدخل في خلافات مع أصدقائي نتيجة عدم رغبتي في الطلعات البرية التي لا تناسبني. وترى (ربة منزل فضلت عدم ذكر اسمها) أن نفود الحطي لها ميزة خاصة، وتشد الرحال لها مثل هذا الوقت، حيث اللهو متاح للصغار والكبار على حد قوله، وعن متطلبات الرحلة البرية تقول قبل الرحلة بيومين أوفر جميع متطلباتها والتي أدونها مسبقا على مذكرة خارجية، حتى لا أنسى شيئا منها. من جهته، أوضح أحد المختصين في الطب النفسي والأسرة أن الرحلات البرية خاصة الجماعية تتيح للأسرة الواحدة التقارب، خاصة بعد البعد الأسري جراء العمل، والانشغال بالواجبات المدرسية، والبعد والانقطاع الذي تسببت فيه وسائل الترفيه الإلكترونية. وقال مما لا شك فيه أن الطلعات البرية سواء الجماعية على مستوى الأسر المتقاربة، أو على صعيد الأسرة الواحدة تتيح للفرد التقرب أكثر إلى أسرته، خاصة في الأجواء الحميمة التي تتوفر بالقرب من النار المتوهجة، وتبادل أطرف الحديث والتي قد يتخللها سرد الحكايات، سواء عن العمل أو عن مجتمع الأصدقاء، كما يتيح للوالدين الاقتراب أكثر من أبنائهم. وذكر كل من فهد العنزي وخالد عبدالله الشمري، أن أهالي حائل يستغلون هطول الأمطار في الخروج إلى البراري والمخيمات للتخلص من روتين العمل الممل، وبينوا أن هناك من ينصب مخيمات ثابتة فترة الشتاء وهناك من الأسر من يخرج في الأوقات المائلة للبرودة للترفيه عن النفس وقضاء أوقات سعيدة بين الأودية والشعاب، وهناك من يفضل النفود والكثبان الرملية بعيدا عن ضجيج المدينة. وأضافوا الأجواء المعتدلة التي تميل إلى البرودة بعد هطول الأمطار أغرت الأسر للخروج إلى المخيمات في تجمعات، حيث يستمتع الكبار والصغار بممارسة الألعاب الرياضية والمتنزه في المواقع الرملية والأودية التي تحتضن أشجار الطلح وتمثل بيئة طبيعية لقضاء أوقات ممتعة، حيث ينصب المتنزهون خيامهم الصغيرة لقضاء يوم جميل وفي الليل يشعلون النيران في جلسة شتوية باردة مع تناول المشروبات الساخنة قبل العودة إلى أعمالهم مزودين بالنشاط والحيوية. ويستغل المعلم محمد فاضل الإجازة الأسبوعية في اكتشاف أماكن جديدة لم يزرها من قبل، ومنها مارد جحيرة، أبو مصاص والأرطاوية، وقال إجازة نهاية الأسبوع تعد ضرورة سواء للموظف أو الطالب، وهي تساعد على الخروج من أجواء العمل أو الدراسة أو حتى روتين المنزل، كما استغل إجازة نهاية الأسبوع في زيارة الأقارب أو الأصدقاء أو زيارة للمواقع السياحية والأثرية، أو السفر لتجديد طاقتي الذهنية والبدنية، مبديا سعادته بزيارة المواقع الأثرية والسياحية برفقة الأقارب للتعرف على هذه المواقع عن قرب كما يقول. وأضاف تمتلك منطقة حائل الكثير من المعالم السياحية والحضارية، أما خالد الشمري فأشار إلى طبيعة منطقة حائل الخلابة وجبالها الشاهقة التي تغري المتنزهين من داخل المنطقة وخارجها.