ليس من التكرار الممل الحديث والكتابة عن المأساة الأليمة التي ماتت فيها طالبة في جامعة الملك سعود بأزمة قلبية هاجمتها أثناء الدراسة، لم يستطع أحد إنقاذها لأن الإسعاف السعودي «الهلال الأحمر» منع من الدخول إلى الجامعة لأنه لا يجوز دخول الرجال إلى منطقة النساء حتى لو كانوا مسعفين من جهة رسمية موكل إليها إسعاف المرضى والمصابين، وهذا خطأ كبير وتشدد وتضييق لا يتفق أبدا وحماية الأرواح التي هي فريضة إسلامية الحفاظ عليها من الضرورات التي تباح لها المحظورات، ومهما تكن أهمية «العباءة» والغطاء فإن إنقاذ روح بشرية أهم عند الله سبحانه وتعالى، الذي يقول في كتابه «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، هذا تكرار لقواعد شرعية معروفة عند الجميع، خصوصا في وسط علمي جامعي. من هذه الحادثة وما حصل غيرها في مدارس يستوجب علينا كمجتمع مسلم متحضر أن لا نفرط في أرواح الناس، ولذلك نطالب بالآتي: 1- صدور قرار ملزم يبيح لجمعيات الإسعاف والدفاع المدني والشرطة دخول أماكن النساء للإنقاذ من كل ما يهدد حياة البشر، ولا ننسى أن المرأة بشر كاملة الاعتبار. 2- في تجمعات النساء الكبيرة، كالجامعات والمدارس والمصانع، يجب أن تكون فيها عيادات طبية للطوارئ مكتملة جاهزة للعمل. 3- وضع أنظمة جزائية لكل من يحول أو يعطل عمل إدارات الإنقاذ بالجزاء الرادع. وبعد فإن كل من يتهاون في إجراءات السلامة يجب تجريمه.