ما زالت تروعني حادثة الطالبة بجامعة الملك سعود بالرياض التي ماتت بسبب أزمة قلبية طارئة منع رجال الإسعاف من دخول القسم النسائي حيث الطالبة تصارع الموت لإنقاذها بدعوى المحافظة على الستر، إنه أمر صادم أن يحدث ذلك في أحد مراكز العلم والتنوير، هل كان يتوقع أحد أن لا تنقذ فتاة بواسطة جمعية الإسعاف المخولة رسميا من ولي الأمر بإنقاذ المصابين رجالا ونساء بمنع أعضائها من مزاولة مهنتهم الشريفة؟ وأين تم المنع وعرقلة عملهم.. في جامعة الملك سعود في الرياض حيث لم يجرؤ أحد من المسئولين والمسئولات بإعطاء الإذن لرجال الإسعاف بالدخول، والمفروض أن هؤلاء من حملة الدكتوراه والشهادات العلمية العالية وهم يعلمون علم اليقين أن الضرورات تبيح المحظورات.. وهل أشد ضرورة من إنقاذ نفس بشرية، لقد كتبت بتفصيل أكثر عن هذه الحادثة في مقالي السابق (9/2/2014) كما ذكرت عددا من حوادث مماثلة ماتت فيها نساء من مختلف الأعمار إما غرقا أو حرقا أو في غير ذلك وحال دون إسعافهن كونهن نساء، ولعل أشهر الحوادث الدامية حريق مدرسة البنات في مكةالمكرمة بحجة المحافظة على الستر. إنها حوادث مؤلمة تدل على ضيق عقل وقلة علم وتطرف. اليوم أطالب بصدور قرار إن لم يكن صدر من قبل بالسماح لجميع رجال الإنقاذ من دفاع مدني وإسعاف وشرطة بالدخول الفوري لجميع المؤسسات مهما كانت في حالات الطوارئ للقيام بعمليات الإسعاف والإنقاذ، النفس البشرية من أغلى المقدسات وأهمها ومن قتلها بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا.. وعدم إنقاذها بتعطيل الإنقاذ قتل لها بلا شك. فالرجاء كل الرجاء العمل على إصدار هذا القرار الإنساني لحماية المجتمع من الأخطاء القاتلة ومن ضيق بعض العقول.