يستيقظ مقر جوازات جدة في حي الكندرة منذ ساعات الصباح الاولى، إذ يتوافد مئات المراجعين إلى الموقع قبل بزوغ الشمس، وكل واحد يحدوه الأمل في حجز رقم بهدف إنجاز معاملته خوفا من زحف الطوابير الطويلة ومن هواجس تعطل نظام الحاسب الآلي. وأجمع عدد من مراجعي الجوازات أن يوما كاملا لا يكفي لإنهاء معاملة في ظل الطوابير التي تصل إلى موقع الجوازات منذ الصباح الباكر، فيما عبر عدد من المراجعين عن سعادتهم بنقل ادارات معينة في الجوازات لمبان اخرى مثل جوازات سفر السعوديين في حي الرحاب، داعين في الوقت نفسه إلى تحسين الوضع بمبنى الجوازات في الكندرة وهو من المباني المتهالكة والقديمة ويعاني من انعدام مواقف سيارات لمنسوبيه وللمراجعين. وأضافوا أن وجود مكتب العمل بجوار المبنى ضاعف من هذه المعاناة التي يخشاها كل مراجع لجوازات رغم ان ثمة مستثمرا تولى إنشاء مواقف صغيرة ومحدودة بمقابل مادي لا تكفي لاستيعاب الأعداد الهائلة من المراجعين. أما الزحام خارج المبنى فلا يكاد يختلف عن داخله إذ دعا عدد من المراجعين إلى ضرورة تنظيم جولات مفاجئة على الموقع لرصد عدد الموظفين المتواجدين لخدمة مئات المراجعين يوميا، لأن العدد الموجود لا يكفي لخدمة الاعداد الكبيرة من المراجعين، فضلا عن وضع آليه للتنظيم بالأرقام الالكترونية والشاشات التي تسهل عليهم التواجد في صالات تعاني من ضعف التهوية وقلة جلسات الانتظار في ظل تحطم بعضها. وفي هذا السياق قال خالد الكاملي «اعمل معقبا وأحضر بشكل يومي للجوازات والحال لم يتغير منذ سنين فنحن نواجه مشكلة في الازدحام المروري خارجا وغياب التنظيم داخل المبنى». وأضاف «للأسف نضطر للحضور بعد صلاة الفجر مباشرة لأحجز دورا في الطوابير الطويلة، ولا أنتهي إلا الساعة الثانية بعد الظهر وفي حالات اخرى لا انتهي وأعود في اليوم الثاني لتسليم معاملات واستلام اخرى». وقال سعيد الزهراني «نشاهد ازدحاما يوميا في اقسام معينة منها قسم نقل الكفالة والتأشيرات وأقسام المؤسسات والشركات وننتظر لساعات طويلة مقابل انجاز معاملة واحدة وفي بعض الايام لا يكفي يوم واحد لتسليم المعاملات بل نحضر على مدار يومين او ثلاثة». وأضاف «من المفترض أن يكون هناك نظام واضح وبموجبه يتم انجاز المعاملات دون اجتهاد او زيادة وجميع من تراهم في الانتظار يقدرون للموظفين الموجودين ما يبذلونه من جهد فوق طاقتهم ولكن نأمل زيادة عددهم ووضع آليات لتنظيم انتظارنا وذلك بالاستعانة بالارقام التي من المفترض أن تكون موجودة وهو ما يسهل علينا انجاز معاملاتنا دون الخوف من ترك مكاننا اما لتناول طعام الافطار أو لاداء الصلاة أو الركض لإنجاز معاملة في قسم آخر، فبمجرد أن تترك مكانك وتذهب لقضاء غرض ما أو دخول حمام حتى يذهب كل انتظارك وتعبك سدى». وكشف محمد الدواد عن معاناة توقف نظام الحاسب الآلي خلال اليوم الواحد وقال للاسف ننتظر وسط صالات يغيب فيها النظام وبعد ساعات من الجلوس يعلن عن توقف النظام وقد يكون لدقائق أو لساعات أو يوم كامل ولا نجد الا الانتظار فقط حتى يعود للعمل أو ننصرف للعودة في يوم آخر». وأضاف «في احدى المرات راجعت على مدار ثلاثة أيام وبعد أن انجزت المعاملة ابلغني الموظف بعدم وجود «كروت» الاقامة وعلي الانتظار عدة أيام حتى يتم توفيرها ومن ثم طباعتها لي». وفي موازاة ذلك أوضحت إدارة الجوازات انه تم وضع عدد من الانظمة الآلية في الحاسب الآلي التي تسهل انجاز المعاملات ومنها خدمة «مقيم» و«أبشر» والذي بالامكان انجازه عن طريق جهاز الخدمة الذاتية، ويمكن له التفعيل أيضا عن طريق موقع وزارة الداخلية الإلكتروني وهي خدمة سهلت الكثير من الاجراءات وساعات الانتظار على مكاتب الجوازات وآلية التسجيل عبارة عن تقديم استمارة الطلب وإرفاق صورة الهوية الوطنية ليتم تفعيل الخدمة في الحال. واستطردت إدارة الجوازات أن هذه الخدمة تتيح إصدار الإقامة وتجديدها واستخراج تأشيرة الخروج والعودة وإلغاء التأشيرة، وكذلك خدمة الاستعلام عن العمالة، والتأكد من أوضاعهم وبياناتهم، كما تغني هذه الخدمة المواطن عن الحضور إلى موقع الجوازات وينهي ما يحتاجه من خدمات كإصدار الإقامة حتى في وقت الإجازات وطوارئ السفر المفاجئة فيتمكن من إصدار الخروج والعودة من منزله في دقائق، ويمكن للسعوديين عن طريق خدمة أبشر أن يستخرجوا تصريح سفر للعائلة خروجا وعودة من أي مكان، كذلك وتأشيرات أبناء الوافدين والمنشآت التي لا يتجاوز عدد العاملين لديها (100) عامل.