واحد من الأخبار السيئة التي كان من الواجب أن لا تقع في مكان وقوعها وبالطريقة التي وقع فيها، فقد نشرت «عكاظ» في يوم الأحد 2014/2/6 خبرا بعنوان كبير جدا يولول ويحزن القلب والعقل على سوء التصرف والاستهانة بالحياة البشرية.. «منع دخول الإسعاف لجامعة الملك سعود يودي بحياة طالبة»، وملخص الخبر التعيس أن الجامعة رفضت دخول الإسعاف مبنى الجامعة كلية الدراسات الاجتماعية بقسم البنات لإنقاذ حياة طالبة الماجستير إثر تعرضها لأزمة قلبية، مما أدى إلى وفاتها بعد ساعتين من مداهمة الأزمة القلبية واستدعاء الإسعاف، والأشد إيلاما للنفس أنه رفض دخول سيارة الإسعاف لساحة الجامعة بعذر لا يليق بالمؤسسة الجامعية.. فالمكان للبنات ولا يجوز دخول الرجال إليه، أين عقل المسؤولين في إدارة الجامعة؟ أيهما أوجب للاحترام حياة إنسانة بشرية أم خصوصيتها؟ لقد أزهقت حياة الفتاة لأنها كانت تدرس في قسم النساء وقد خلعت حجابها كما هو المعمول به حيث لا يوجد رجال، هل يعلم المسؤولات في قسم البنات والإدارة أن حياة البشر أعظم عند الله حتى من حرمة الكعبة المشرفة، كما أخبر بذلك الرسول الكريم، بالله أين العقل في جامعة الملك سعود.. ألم يكن يفرض.. عليهم إنقاذ حياة الطالبة وإدخال الإسعاف لتقديم الإنقاذ الطبي حتى لو خالفوا الأنظمة وتحملوا المسؤولية لإنقاذ حياة فتاة بشرية، هل يعقل أن يتعرضوا لعقاب؟ أهو الخوف أو فكر التشدد المستشري عند البعض. قبل سنوات، صدم الناس بحادثة حريق مدرسة بنات بمكة، حيث منع رجال الإنقاذ والدفاع المدني من دخول المدرسة، فذهبت ضحية ذلك عشرات البنات، ووقع الاتهام حينها على «رجال الهيئة»، واليوم يقع الاتهام المزري على جامعة الملك سعود ومسؤوليها وأساتذتها رجالا ونساء. إننا نتمنى ونرجو صدور قرار بضرورة إنقاذ البشر فورا رجالا ونساء دون التفات لأي عذر وعقاب كل من يحول دون ذلك.