من الأنجع أن يتضمن كود البناء السعودي على ضوابط تقنية حديثة تساهم في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، والتي تلتهم ما يتراوح بين 600 إلى 800 ألف برميل نفط سنويا لإنتاج الكهرباء. كما يتطلب من القائمين على وضع ضوابط وتقنية كود البناء السعودي أن يكونوا اطلعوا على نتائج البحوث العلمية والدراسات البترولية، التي يقوم بها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في هذا الشان، وشركات القطاع الخاص المتخصصة في الطاقة التي من المفترض أن تجد تمويلا من قطاع الخدمات المصرفية، وذلك اقتداء بدول العالم لمواكبة مسيرة التقدم التكاملي، والذي يساعد البنوك المحلية في تنويع مصادر الدخل للاستثمارات طويلة الأجل وتوظيف السيولة العالية، بدلا من تجميد الجزء الأكبر للأموال المتراكمة في حساباتها، إضافة إلى إطالة مدة استغلال النفط وتوظيفه إلى ما بعد 2038 م. إن تطبيق سياسة الاستثمار التكاملي في قطاع الطاقة المتجددة له فوائد جمة، ويمكن الاقتداء بالتجربة السويسرية، وتعتبر الخلايا الشمسية من بين الخصائص التي يمكن الاستفادة منها في مجال كود البناء السعودي؛ نظرا لما لها من مميزات وخصائص، ولعل أبرزها توفر نسبة الطاقة الكهربائية المنتجة مقارنة بنسبة الطاقة الشمسية التي تتعرض لها الخلية، وهو ما يعرف بمردود الخلية أو كفاءتها. وتعتبر (خلية غريتسل) ذات مردود عالٍ بسبب البنية التي تتميز باستيعاب عالٍ للفوتونات، إضافة إلى فعالية الصباغ في تحرير الإلكترونات. هذه الصفائح تنتج بشكل جمالي متعدد الألوان وتعلق في داخل المباني، أي إنها تصبح حلية جمالية للمنازل والمكاتب والمتاجر من الداخل، ولا تتطلب سوى أن يفرض نظام بناء يساهم في تعزيز الاستفادة القصوى من الضوء، عبر زيادة ارتدادات المباني للواجهة الغربية التي يطل عليها ضوء الشمس لأغلب وقت النهار ظهرا حتى وقت الغروب.