أطلقت وزارة البيئة الألمانية على قرية فيلدبولدزريد، بولاية بافاريا، اسم قرية الطاقة البديلة النموذجية، بعد أن نجح سكانها العيش منذ سنوات على الطاقة البديلة المنتجة محليًّا، إذ تخطّت القرية، في إنتاجها للطاقة البديلة، حدود الاكتفاء الذاتي، وصارت تبيع الطاقة الكهربائية الفائضة إلى القرى القريبة، بعد أن تمكّنت في 2012 من رفع إنتاجها من الطاقة إلى ثلاثة أضعاف حاجتها، وصارت تحقق الملايين من مبيعات الطاقة، وتستثمرها في توسيع رقعتها البيئية، والاستثمار في المجالات التي تصب في خير القرية البافارية. قريتنا أم قريتهم، شمسنا أم شمسهم، طاقتنا أم طاقتهم؟ يا ليت مدينة الملك عبدالله للطاقة البديلة تستفيد من تجربتهم الناجحة، وتضع في كود البناء السعودي استخدام ألواح إنتاج الطاقة البديلة في مواصفات البناء لكل بيت، ولكل مبنى، ولكل سوق تجاري، فالتقنية انتشرت، وهي طاقة نظيفة، ومتجددة، ورخيصة. في الرياض بدأت التقنية تُباع وتُشترى، فالسوق فرض علينا ذلك. بدأت بألعاب، وحاسبات، وساعات، وانتهت بألواح في السطح، واللوح الذي يُباع في الأسواق وتبلغ مساحته مترًا في نصف متر يستطيع أن ينتج 12 فولتًا، ومن ثم يمكن تحويل هذه الطاقة إلى تيار متردد يمكن إضاءة اللمبات والسخان، والطبخ. في إسبانيا كل سطح المبنى يكون ألواحًا شمسية، وتم تصميمه بشكل جمالي، في السابق كنا نغلف البيوت بحجر الرياض، أو الرخام، أو الحجر السوري، أو السيراميك، ولكن هناك يغلفون المبنى بألواح الخلايا الشمسية، فيعطي الشكل الجمالي، وبالمقابل ينتج طاقة تكفي لتكييف المبنى في الصيف، وتدفئته بالشتاء. كانت لمدينة الملك عبدالعزيز العلمية تجارب ضخمة على الطاقة الشمسية، تُوّجت ببناء القرية الشمسية، في العيينة، قبل 33 عامًا، وتبعد عن الرياض 45 كلم، وتنتج 350 كيلوواط من الكهرباء، لكن هذه التجارب لم تُعمَّم، ولم يتم التوسع فيها، وماتت بسبب الكلفة الباهظة تلك الأيام، لكن بعد التقدم الملحوظ في إنتاج الخلايا الشمسية بطرق اقتصادية، يجب أن تستعيد قرية العيينة وهجها، وبريقها وتصبح نقطة الانطلاق نحو الاعتماد على الطاقة الشمسية. تويتر: @mbalilah [email protected]