أكد المشرف على معهد بحوث الطاقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور يوسف اليوسف، أن المملكة اتجهت إلى الاستثمار في مجالات الطاقات البديلة، ومنها الطاقة الشمسيّة التي تعدّ من أبرز مصادر الطاقة المتجدّدة النظيفة التي لا يخلف استخدامها أي آثار سلبية على البيئة الطبيعية للأرض، أو الصحة العامة للإنسان. وقال إن هذه الطاقة لها مردود إيجابي في تلبية احتياجات المجتمع من خدمات الطاقة وبأسعار زهيدة، إضافة إلى فتح مجالات كبيرة للشباب السعودي للانخراط في العمل بمشاريع الطاقة، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية للبلاد. وأضاف أن المملكة بمساحاتها المترامية الأطراف، تستقبل ما يقارب 2000 كيلوواط لكل متر مربع سنوياً من أشعة الشمس؛ إذ تعد من أفضل ستة مواقع في العالم لاستغلال السطوع الشمسي في إنتاج الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تعمل على تطوير تقنيات الطاقة الشمسية ودعم مشاريعها التي تلائم بيئة المملكة، وإيجاد توافق عمل تكاملي مع القطاعين العام والخاص في ذلك المجال، لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية كالنفط الخام، والغاز الطبيعي، والحديد، والذهب، والنحاس، ودعم مساعي المملكة الدولية في الحد من انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة. وقال اليوسف، إن فرق العمل في المدينة تواصل تنفيذ عملها بمشروع «مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية»، الذي بدأت مرحلته الأولى عام 2010م، في الخفجي ، بهدف توفير المياه المحلاة بأسعار زهيدة، وتقليل استهلاك النفط، وجني استثمارات اقتصادية للبلاد تقدّر بمئات الملايين من الريالات من تصدير الطاقة المتجددة. وأفاد أن المشروع يمر بثلاث مراحل تصل مدتها الإجمالية إلى تسعة أعوام، وسيتم في مرحلته الأولى التي تنتهي نهاية هذا العام بناء محطة لتحلية المياه المالحة بالخلايا الشمسية عالية التركيز في الخفجي، لإنتاج ثلاثين ألف متر مكعب يومياً من مياه الشرب، لسد احتياجات مائة ألف من سكان المحافظة، تعمل بطاقة 10 ميجاواط، وأغشية التناضح العكسي التي تستخدم أحدث التقنيات المتطورة، مؤكدا أنه تم إنشاء محطتين لإنتاج الطاقة الشمسية في كل من الخفجي والقرية الشمسية بالعيينة التي تبعد 35 كيلومتراً عن الرياض. وأشار إلى أنه في المرحلة الثانية من المشروع سيتم بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية وأغشية النانو المطورة، بطاقة إنتاجية تصل إلى ثلاثمائة ألف متر مكعب يومياً من المياه، بينما يبلغ إنتاج المحطة عشرة أضعاف إنتاج محطة المرحلة الأولى، يعقبها المرحلة الثالثة التي ستنتهي مع حلول عام 1440ه، ويتم فيها بناء عدة محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لمناطق مختلفة من المملكة. وأفاد اليوسف أن من ثمرات هذه المبادرة افتتاح المدينة معملاً لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية بدأ إنتاجه أواخر عام 2010م، بطاقة إنتاجية تقدر ب 3 ميجاواط في السنة، وتم ترقية ورفع الإنتاج حالياً ليصبح 12 ميجاواط من الطاقة في السنة، مبيناً أن تقنيات ألواح خلايا الطاقة الشمسية المصنعة من خلاله يستخدم فيها أحدث التجهيزات المتقدمة في مجال تصنيع الخلايا الشمسية بحيث تكون الطاقة المنتجة من خلالها صديقة للبيئة ومساعدة على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وقد حاز المعمل على شهادة الأيزو العالمية للجودة الشاملة (ISO 9001-2008)، من شركة TUV الألمانية العالمية وذلك لما يتمتع به المصنع من تجهيزات ومعدات لخط الإنتاج مطابقة للمواصفات والمعايير العالمية. من جهته، قال الدكتور رائد بكيرات نائب رئيس تطوير الأعمال في المملكة في شركة «فيرست سولار»، إن المملكة تتميز بعديد من المنافع الناتجة عن توظيف الطاقة الشمسية كمصدر حيوي للطاقة، وتشمل هذه المنافع تنويع مصادر الطاقة وتوطين التكنولوجيا وخلق فرص عمل، وتعظيم قيمة النفط والغاز من خلال الحفاظ على صافي قيمة أكبر لهذا المورد الثمين، مضيفا أن المملكة تستحوذ على الجزء الأكبر من صادرات النفط العالمية، وهي موطن لأكثر من نصف احتياطيات النفط الخام القابل للاستخراج في العالم. وأكد أن الاستثمار في الطاقة المتجددة يساعد على تخفيض حجم استهلاك النفط والغاز الطبيعي لتوليد الطاقة، بالإضافة إلى تحرير الموارد للتصدير».