لا أعرف تحديدا ما الذي يريده المواطن، حين يلعب دور البطل والضحية. كما فعل المخترع «عبدالله العتيبي» الذي أعرب عن حزنه الشديد وهو يرى العروض تنهال عليه من عدد من دول العالم، فيما بلاده كما يقول لم تكن سباقة ولم تدعمه. وقصة عبدالله أنه اخترع كما يقول هو «تقنية جديدة لتضميد الجروح»، وتم تسجيل اختراعه في مكتب براءة الاختراع والعلامات التجارية، وأنه تلقى عروضا من الصين ودبي ودول أخرى لشراء اختراعه، وأن بريطانيا عرضت عليه استخدام منتجه الجديد بمقدم 5 ملايين جنيه «30 مليون ريال تقريبا» و300 ألف ريال سنويا طالما هي تنتج اختراعه. ومع هذا، فهو حزين ويطالب أن تفعل الجهات المعنية في بلاده شيئا له، وأن تكف عن تجاهل البطل الذي أصبح ضحيتها. في البدء، أرى عبدالله وكل من يخترع شيئا لمصلحة البشرية هو البطل الحقيقي، ولكني لم أفهم ما الذي يريده هذا البطل، ولماذا يلعب دور الضحية؟ فالمخترع كل ما يحتاجه من الجهات المعنية في بلده أن توثق له اختراعه حتى لا يتم سرقته، فيصبح قادرا بعد تسجيل اختراعه على مطاردة أي شركة بالعالم تستغل اختراعه دون موافقته، فيطلب تعويضا، وعادة تحكم له محاكم العالم بتعويض يصل لعشرات الملايين، كما حدث لمخترع «مساحة زجاج السيارات» الأمريكي الذي قاضى شركات السيارات الأمريكية بتهمة سرقة اختراعه، وحكم له بتعويض وصل إلى 30 مليون دولار. والدولة وثقت للعتيبي اختراعه، لهذا بدأت الشركات المنتجة «لضمادات الجروح» تقدم له العروض كما قال، فهل المطلوب أن تقدم له الدولة مصنعا، أم تدخل منافسا مع باقي الدول لشراء منتجه؟ وإن دخلت منافسة في النهاية ستقدم له عرضا لإنتاج اختراعه مقابل مبلغ مالي، كما فعلت الشركة البريطانية وباقي الدول التي تريد الاستفادة من اختراعه، فيما باقي الأرباح ستغطي بها تكلفة المصنع الذي بنته. فهل يكف البطل عن لعب دور الضحية، وأن يأخذ أفضل عرض مقدم له، وبالملايين التي ستقدم له يمول نفسه لمزيد من الاختراعات، كما يفعل المخترعون، إذ يبدعون فتدفع لهم الشركات الأموال لاستخدام اختراعهم؟.