في قراءة نقدية لفتح عمورية، تحدث الناقد الدكتور سعيد السريحي عن الدور التاريخي للشعراء والدعاة في تأكيد قصة عمورية، وأهمية أعمال الفكر في التعامل مع التاريخ، وكشف الصادق والزائف منها. وقال السريحي في محاضرته «شعرنة التاريخ» في نادي نجران الأدبي أن فتح عمورية كان ناتجا عن عاطفة وثورة غضب دون دراسة لنتائجها، ونقل بعض الجوانب الإيجابية منها دون ذكر الأمور السلبية الأخرى التي كانت تترتب على ذلك. ويرى السريحي أن فتح عمورية كان ناتجا عن عاطفة وثورة غضب دون دراسة لنتائجها، والناس تقبلت هذه الواقعة كمثال للبطولة والعزة العربية الخالدة دون النظر بميزان العقل لجوانبها الأخرى. وتطرق إلى فتح عمورية بقراءة الجوانب، وأوجزها في عناوين عدة منها: سبب فتح عمورية، بعض صفات العرب المشرفة، واقع العرب اليوم وما يعانونه من هوان، الاستسلام للعاطفة والبعد عن الانتقاد البناء. وطرح السريحي عدة نقاط حول فتح عمورية، منها: أنها نتيجة ثورة غضب غير مدروسة، اختصار قصة عمورية بما فيها إشادة للعباسيين، استخدام شعر أبي تمام في المجال الدعوي، مكانة الشعر وتأثيره لدى العرب، انحراف الكثير من الدعاة عما ينبغي أن تكون دعوتهم عليه، دعم مناهج التعليم للخطاب الشعري والدعوي من خلال تدريس قصيدة أبي تمام، زيف التاريخ لاعتماده على ألسنة الشعراء وبعض الدعاة الذين يعتمدون على وقائع عابرة فيضخمونها مما أدى إلى تجهيل الأمة، فتح عمورية نموذج لحروب العرب مثله مثل حرب داحس والغبراء وحرب البسوس التي استمرت أربعين عاما دون أن تعرض على ميزان العقل.