شكك الأديب والكاتب، الدكتور سعيد السريحي، عبر معرفه في «تويتر»، مساء أمس الأول، في أن الدافع للخليفة العباسي المعتصم لغزو الروم كان تلبية لاستغاثة امرأة بعد أن نادت «وا معتصماه». وقال: «لو صح أن المعتصم قرر الدخول في حرب مع الروم لمجرد أن سمع أن امرأة استغاثت به، فإن ذلك يعني أننا أمام خليفة يغامر بجيشه من أجل تحقيق مجد شخصي»، معتبراً أن من يروي التاريخ مجرد شعراء بلاط نفعيون.وأضاف أن «علينا أن نعيد قراءة فتح عمورية.. حماس الخليفة وحده لا يمكن أن يقود حربا تنتهي بالنصر»، كما أن «علينا أن نراجع التاريخ.. ليس مستشعراً للمسؤولية خليفة يعلن حربا لمجرد أن هتفت به امرأة». وتسأل «هل كان من الممكن أن ينتصر المسلمون على الروم في عمورية لو كانت المسألة مختصرة في امرأة استغاثت وخليفة استشاط غضباً؟»وقال إن «تاريخنا كتبه الشعراء.. ويل لنا لو صدقناهم في كل ما يزعمون»، موضحاً أن «التاريخ الذي نلتقطه من قصائد الشعراء» هو تاريخ «كاذب»، مشيراً إلى أن الشعراء «كتبوا التاريخ بلغة من يغازل حبيبته أو يرثي أمه.. تاريخ كهذا التاريخ لا يمكن أن يقود لغير الهاوية».وأضاف السريحي لمتابعيه «تتحدثون عن النخوة والحماس والغيرة كمبرر للحرب.. هل تعلمون أنكم بذلك تحددون الأسباب التي جعلت العرب يخسرون الحروب التي خاضوها».واستثار حديث السريحي الكاتب الصحفي عبدالله الشمري، الذي رد عليه بقوله إن «المعتصم أخواله الأتراك، وربما نظر أن شرف المرأة هو شرف الأمة والدين، فقرر تحقيق مجد لأمته والدفاع عن دينه المتمثل بدينها». فيما قال تركي الغنامي: «أستاذنا الكريم لا أرى أحدا يزعم أن ما ذكرته مبرر للحرب، وإنما هي من مقومات دفع الظلم عندما تفرض عليك حرب لم تخترها». وقال حسين النفيسي «يا أستاذ كلامك صحيح، بس المعتصم كان عنده جيش أوله بغداد وآخره القسطنطينية، يعني المرأة وضعها تحصيل حاصل لو صحت الرواية أصلاً».بينما رد طلق المرزوق بقوله إن «الشعراء يصنعون الوهم، والمؤرخون يؤثثون سقف العالم بالحكايا، فنظن أن عندنا تاريخاً مجيداً، تباً لهم أجمعين». واستهجن كثير من المغردين رأي السريحي، معتبرين أن ما كتبه «شطحات ليل»، في حين تمنى بعضهم أن يغامر أحد الحكام بجيشه لنصرة أطفال سوريا، حتى وإن كان لمجرد مجد شخصي. صورة ضوئية لبعض ماكتبه د. السريحي في تويتر