التاريخ العربي مليء بالكثير من القصص والروايات التاريخية التي سطرها المؤرخون، ويبقى بعض هذه القصص في ذاكرة القارئ والسامع كالأسطورة لشهرتها وتسلسل أحداثها، وحرب «داحس والغبراء» تتمتع بشهرة واسعة حتى أصبحت كتلك الأساطير، كما هي الشهرة الواضحة لحرب البسوس، وفي الحقيقة أن كلا القصتين قد تشابهت أسباب حربيهما، فكما نعلم أن حرب البسوس كانت شرارة بدء حربها بسبب ناقة، نجد أن حرب داحس والغبراء قد اندلعت بسبب سباق للخيل. من أهم الحروب المروعة المؤلمة التي قامت بسبب سباقات الخيل هي حرب «داحس والغبراء»، وقد احتدمت نارها 40 عاما، والسبب الذي أشعل الشرارة الأولى لنيران هذه الحرب الضروس كان السباق الذي جرى بين الفرسين داحس وكان فحلا لقيس بن زهير العبسى، والغبراء وكانت فرسا لحمل بن بدر الذبياني، وكان قد تم الاتفاق بين الطرفين على رهان قدره مئة بعير وجعلا منتهى الغاية «مسافة السابق» مئة غلوة ومدة للإضمار قدرها 40 يوما، كانت المسافة كبيرة تستغرق عدة أيام تقطع خلالها شعب صحراوية وغابات، أوعز حمل بن بدر لنفر من أتباعه يختبئوا في تلك الشعاب قائلا لهم: إذا وجدتم داحس متقدما على الغبراء في السباق فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء فلما فعلوا تقدمت الغبراء وحينما تكشف الأمر بعد ذلك اشتعلت الحرب بين عبس وذبيان.