قرأت ما كتبه الأستاذ يوسف المحيميد في عدد الجزيرة رقم 14287 في 14-12-1432ه والذي قال ضمنه لن تصمت المرأة التونسية لو شعرت أن ثمة انتهاكاً لمكتسباتها وحقوقها التي ظفرت بها منذ سنوات، ومن يقرأ تعليقات التونسيات في مواقع التواصل الاجتماعي حول الأمر يشعر أنهن لو شعرن بأي مساس بحقوقهن فإنهن سيقدن ثورة جديدة على غرار الربيع العربي. وتعليقاً عليه أقول إن المرأة حاضرة دائماً عبر التاريخ في الحرب والسلم، فبلقيس ملكة سبأ بحكمتها وحنكتها السياسية اختارت السلم على الحرب وجنبت بلدها وقومها ويلات الحرب المدمرة، والمرأة البسوس العجوز المشؤومة أشعلت نار الحرب بين أبناء العم بكر وتغلب، والمرأة العربية العاقلة تسببت في الصلح بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء، والحرب بين المسلمين والروم وفتح المسلمين عمورية سببهما امرأة اضطهدت فصاحت (وا معتصماه)، والثورة الفرنسية قادتها امرأة جائعة، وثورات الربيع العربي أشعلت شرارتها صفعة امرأة تونسية على وجه محمد بو عزيز، ورعونة الحكم في اليمن أوصلت المرأة اليمنية المناضلة توكل كرمان إلى جائزة السلام العالمية والمشاركة في قيادة الثورة المعارضة. هذه هي حواء شريكة آدم في عمارة الكون، فما بال أقوام منا يهمشونها ويقصونها ويحولون بينها وبين مشاركة أخيها الرجل في خلافة الأرض التي خلقت لأجلهما ذكوراً وإناثاً قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، هذا هو حكم الله وهو فوق كل العادات والتقاليد البائدة التي تحتقر المرأة وتصفها بأنها عورة وناقصة والرجل هو وليّها ومحرمها وحاميها. محمد عبدالله الفوزان - محافظ الغاط - ص.ب 39