بالقرب من الحدود الكندية مع أمريكا تعيش طائفة يطلق عليها اسم (هتوريت) يبلغ عدد أفرادها نحو 8500 نسمة، انقضت عليها أكثر من 75 عاما لم يحدث بينهم سوى حادث انتحاري واحد، وحادث طلاق واحد، ولم تحدث بينهم جرائم إطلاقا طوال هذه المدة، وهم يعيشون جماعات كل منها تتألف من نحو خمس عشرة عائلة، حول مزرعة واحدة متسعة هي ملك مشاع للجماعة، يشتغل فيها كل البالغين من الذكور من غير أجر، وهم يأكلون معا في قاعات مشتركة للطعام الذي تعده النساء بالتناوب، ومن المحرمات عندهم استعمال الراديو أو السيارات أو الأزياء المستحدثة أو التلفزيون أو الكمبيوتر، وقد لوحظ أن الإصابة بالأمراض العقلية بينهم نادرة جدا، ويعزو الباحثون ذلك إلى اطمئنانهم وبعدهم عن القلق على أنفسهم وعلى ذويهم من بعدهم. لهذا عقدت العزم لكي أهاجر إلى هناك، مصحوبا بهدهد يدلني على معالم الطريق، وقفير نحل ممتلئ بالعسل ليشد من أزري ويقيم أودي ويضاعف من طاقتي وهمتي، وكلب ألاعبه، ومعزى أحلبها، وببغاء يكلمني، و(كمنجة) أعزف عليها، وخمس بطات أرعاها وترعاني. ٭٭٭ أظن والله أعلم أنه ليس هناك أشرس من قطة المنزل، عندما تدخل عليها قطة أخرى، وكذلك هي المرأة، ولكن ميزة القطط أنها لا تتفاخر بأذنابها مثلما تتفاخر النساء على بعضهن البعض بجمال فساتينهن أو بمعنى أصح (فصاطينهن) ، ليس هناك أسخف من المرأة عندما (تلوي بوزها) ، وفي ظني أنه لن يعدل (لوية البوز)، غير (سطرة الكف). ٭٭٭ أجمل غزل محترم سمعته بين رجل وامرأة ولا دور لي به (البتة)، وذلك حين قال الرجل: إنني أحبك من أعماق قلبي، فهناك فتاتان أخريان في الجزء الأعلى منه. فردت هي عليه سريعا قائلة له: وإنني أكرهك من أعماق أعماق قلبي، ولا أحد (يسترجي) أن يزاحمك في ذلك المكان، يا قرة عيني. ٭٭٭ عندما قرأت الحكمة التالية: في استطاعة المرء أن يحتمل الكثير إذا أمكنه احتمال نفسه. تنهدت لا شعوريا قائلا: يا ليتني أستطيع احتمالها، إنني أنوء بحملها، إن نفسي تكاد أن تقطع أنفاسي. [email protected]