من قبلِ عامينِ أكملتُ (امتحاناتي) على يديكِ، ولم تظهرْ (علاماتي)! هل جئتِني في شتاءِ الحُبِّ أسئلةً وما تَلَمَّسْتِ دفئًا في جواباتي؟! قد أحرقَ السَّهَرُ المحمومُ شرشفَهُ وما أزالُ على شوكِ انتظاراتي! إذا التفتُّ إلى الأشواقِ جائعةً هَدْهَدْتُهُنَّ بخبز الموعدِ الآتي وما عرفتُ أذودُ الجوعَ عن شفتي فطالما قَضَمَتْ نصفَ ابتساماتي لا تُحْسِني الظنَّ أنِّي شاعرٌ/ نَهَرٌ سالَتْ بِهِ الشمسُ من خلف المَجَرَّاتِ هناكَ ألفُ فضاءٍ في مداكِ، وما فَصَّلْتُ ريشي على قَدْرِ الفضاءاتِ *** حبيبتي.. إنْ تَكُنْ أشياؤنا ارْتَحَلَتْ عنَّا، فلم يرتحلْ طعمُ البداياتِ! أَوِ الحكاياتُ في ليلِ الهوى انْطَفَأَتْ مِنَّا، فلم ينطفئْ فجرُ الحكاياتِ! هل نحن زَهْرٌ زجاجيٌّ لتنكسري وتكسري فِيَّ أغلَى مزهريَّاتي؟! ما كِدْتُ أحياكِ في دنيا المُنَى (سَبَأً) حتَّى تَحَوَّلْتِ إحدى (كربلاءاتي) من أين هَبَّتْ رياحُ الصيفِ عاتيةً في غفلةٍ من ينابيعي وواحاتي؟! لنا مدينةُ شوقٍ، كيف نتركُها مُضَاءَةً بمواعيدٍ وسَهْرَاتِ! كلّ التفاصيلِ عن أُولى ملامحِنا تنمو معي.. تتربَّى في خيالاتي أعيدُ ترميمَ قلبي كلَّما عَصَفَتْ ذكرى، تداعَى لها إيقاعُ نَبْضَاتِي فما أنا بالذي يُنهي حكايتَهُ.. لم أحتملْ قَطُّ أوجاعَ النهاياتِ! *** من قبل عامين.. لا مُشْطِي سواسيةٌ أسنانُهُ، لا ولا لَمَّعْتُ مرآتي قُولي متى تلمعُ المرآةُ في خَلَدِي حتَّى أمشِّطَ ما بَعْثَرْتِ من ذاتي وَعَدْتِني بجحيمٍ في أَسِرَّتِنا.. لا تُجهضي من جحيمي بِضْعَ جَمْرَاتِ! لا تُجهضي من جحيمي حُلْمَ داليةٍ.. تغريدَ عصفورةٍ.. نجوَى فراشاتِ هذا الجحيمُ ربيعٌ فانسجيهِ لنا شراشفًا من أزاهيرٍ ووَرْدَاتِ! *** يا أنتِ.. يا امرأةً من أَلْفِ سُكَّرَةٍ ذَوَّبْتُهَا في فناجينِ اشتهاءاتي أشتاقُ أنْ تَلِدِيني من مواعدةٍ لعلَّني ألتقي أحلَى ولاداتي لو ترجعين إلى الأرحامِ هاربةً منِّي، لجِئْتُكِ في ماءِ السُّلالاتِ فالريحُ حمقاءُ لكنِّي على عبثي أنافسُ الريحَ في بعضِ الحماقاتِ لم أَغْزُ بعدكِ.. لم يكملْ رياضتَهُ قلبُ يرى الغَزْوَ من أحلى الرياضاتِ فمَنْ أصابَكِ فتحًا في مشاعرِهِ أصابَ عبر الهوى كلَّ الفتوحاتِ ورُبَّمَا ألفُ أنثى تشتري غزلي لو شئتُ أفتحُ دُكَّانَ الغواياتِ! *** ما كنتُ أُلْفِي مزاجَ الليلِ معتكرًا لو لم تكنْ غَضِبَتْ إحدَى النُّجَيْمَاتِ فأينَ منِّي قميصٌ ترفلينَ بهِ حتَّى يشعشعَ نجمًا في مساءاتي؟! حَدَّقتُ في الغيبِ حتَّى (ازرورقتْ حدقي) ما بين عينيَّ، واسودَّتْ سماواتي وكلَّما حكمةٌ مَهْدِيَّةٌ دَخَلَتْ رأسي، رَأَتْ نفسَها بين المتاهاتِ أشكو أسايَ لأقلامي كأغنيةٍ تشكو أساها لأوتارِ الكمنجاتِ سهران في خاطر الذكرى، أرقرقُها ما بيننا في إناءٍ من مناجاتي: كم أَخْجَلَتْكِ دعاباتٌ أُطَيِّرُها فرُحْتُ أنتفُ جنحانَ الدعاباتِ وكَمْ تَحَوَّلَّتِ في زنديَّ لامرأةٍ أخرى, تشذِّب بستانَ العناقاتِ وكمْ تَمَدَّدْتِ موجًا، والغريقُ بهِ أنا بكُلِّ مياديني وساحاتي وكم ثقبتِ منامًا كان يحضنُني فبِتُّ أرفو ثقوبًا في مناماتي *** لم أخذلِ الحُبَّ.. لم أُسْلِمْ حديقتَهُ لليأسِ يقطعُ أعناقَ الزُّهَيْرَاتِ عامانِ في خاطرِ التأويلِ، أخبطُ بي فيما تبثِّين من موجِ الإشاراتِ رسالةٌ منكِ تكفي كي أعودَ إلى نفسي، وأجمعَ في كفَّيَّ أشتاتي رسالةٌ منكِ تكفي كي تُطَمْئِنَنِي أنِّي على الأرضِ أغلى من نفاياتي!