لصديقي منزل في أرقى أحياء جدة.. بما يعرف باسم حي الشاطئ .. ولا يكاد يذهب يوم أو تأتي ليلة إلا وتمتلىء مصائد الفئران لديه.. بجرذان شرسة بعد أن تتسلق الأسوار قادمة من صناديق النفايات.. أو مجاري البيارات ويستيقظ صباحا فيسمع صياح الغربان تحلق في سماء المنطقة.. وبالمقياس فأحياء أخرى في جدة قد تكون تحولت مرتعا خصبا لهذه الأسراب.. فإذا ماكان هذا هو الحال في شمال جدة وبهذا النحو فما بال جنوبها ..؟. هنا.. ولربما بالإحصائيات فإن عدد ماقد يتضرر صامتا.. أو حتى يمرض إلى الوفاة صمتا عبر السنوات في مثل هذه الأحوال قد يتفوق على أعداد المتضررين أو المتوفين من السيول والكوارث الطبيعية !. نعم.. الأمر ذو علاقة بالوعي والأخلاق العامة.. فبقايا التبذير في المأكولات المنتشرة في بعض شوارع كافة المدن والأزقة تزف بسلة مغرية لهذه الحيوانات كي تنمو وترتع.. وأيضا يرتبط الأمر ببرامج الإبادة والمعالجة لدى الجهات المختصة.. وحسن تنظيمها وبرمجتها. قد لا يعتبر البعض الموضوع ذا أهمية.. حين أن جدة مدينة سياحية لشرق وغرب المملكة وتجارية هامة للمنطقة.. ومعروف أن معاناة الأطفال والعوائل تزداد بأكثر من طاقة المستشفيات الموجودة فيها.. فلماذا مناخها مليىء بالأمراض بصفة متكررة ؟، هل يكون لهذه الفئران والغربان.. ناهيك عن البعوض.. وسحاب الأدخنة.. وكثافة السيارات دور فى الموضوع؟. الكثير من المختصين يتفقون على أن الأضرار والأمراض آتية من مثل ما سبق من أسباب.. كأنى أرى حملة توعية بيئية صحية مناخية تتزامن مع حملة إبادة يرعاها أمير المنطقة الجديد.. بيد أنه رجل طموح مثقف وحضاري ووطني مخلص. إن مجموع ما ينفق على الوقاية قد لا يقارن سوى بنسبة ضئيلة مع مجموع ما ينفق في العلاج. بيد أنه من الأوفق أن يزداد الإنفاق على الوقاية لتخفف بالتالي نفقات العلاج. ولربما يأتي محلل ليثبت أنه بزيادة الإنفاق في الوقاية يكون مجموع الإنفاق في كل من الوقاية والعلاج أقل بكثير من مجموعهما بالنحو المتبع. إن الموضوع يا سمو الأمير قد يحتل صدارة الأولويات مع أولويات أخرى كثيرة في مدينة جدة.. وقبلها مكةالمكرمة.. وباقي مدن وقرى وهجر المنطقة.. كان الله في عونك.. والله ولي الأمر والتدبير.