يستعيد عمدة حارتي اليمن والبحر عبدالصمد محمد عبدالصمد من أقاصي ذاكرته مشاهد الحياة في حارات جدة القديمة، مؤكدا بأن المنطقة التاريخية مليئة بالمعالم القديمة، كمسجد الجامع العتيق الذي يعاد ترميمه الآن على نفقة خادم الحرمين الشريفين، ومسجد عكاش ومسجد المعمار. وبين عبد الصمد أن فكرة المهرجان أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة حيث تم البدء في العمل عليها وتنفيذها على أرض الواقع منذ ما يقارب التسعة أشهر، فتكاتفت جهود الإدارات جميعا ممثلة بهيئة السياحة والأمانة والشرطة، وجميع الإدارات المسؤولة وغير المسؤولة، ولأن المهرجان يقام لأول مرة كان بحاجة لدعم. وأوضح العمدة أن كل جهة تحب جدة شاركت في المهرجان ودعمت نجاحه، ولذلك ليس بغريب أن يخرج المهرجان بالشكل الذي كان عليه والصيت الذي وصل صداه لجميع مناطق المملكة لما تحمله جدة من مكانة غالية في نفوس الناس. وأوضح العمدة أن المهرجان صنع في نفوسنا التحدي القوي وللمسؤولين أن بعض الأخطاء أو السلبيات غير المقصودة في المهرجان الأول سيتم تلافيها في المستقبل، وسيخرج المهرجان بشكل أفضل وأروع، فما شاهدناه على أرض الواقع من بعض السلبيات البسيطة سنتجاوزها في السنوات المقبلة. وأوضح بأن ترميم المباني في المنطقة التاريخية سيتستمر بشكل أوسع وأكبر واسرع في الأيام المقبلة، فهو لم يتوقف يوما، وبعد ماشاهدناه في المهرجان من نجاح كبير يمنحنا دفعة قوية للتقدم للأمام لترميم المباني وانتشالها من الخراب. وأشار العمدة عبد الصمد بأن الطابع القديم هو الطاغي في المهرجان، ويحكي ايام زمان بدليل اسمه «كنا كدا» ولذلك نحن حريصون جدا على أن نعكس الصورة القديمة بتفاصيلها البسيطة والجميلة، ولو تقرر استغلال المساحات في المنطقة التاريخية من أجل عمل كافيهات أو مطاعم فسيكون ذلك بالطابع القديم الخالص، لأن الكافيهات بمسمى الكافيهات لم تكن موجودة في البيئة الجداوية القديمة الأولى، ولذلك سنجد لها مدخلا وسنهتم بهذا الجانب لجذب السياح للمنطقة التاريخية في المستقبل القريب. وأشار العمدة عبد الصمد بأن النجاح الذي خرج به المهرجان منحه تصريحا لاستمراره في السنوات المقبلة، وهذا ما أكده المسؤولون جميعا. وأفاد بأن العمدة هو عضو يعمل مع الآخرين لانجاح المهرجان، والجميع قام بطرح الأفكار لإنجاحه، حتى الشباب الدارسين للماضي بشكل كبير طرحوا أفكارهم، وتم اختيار منظم محترف حتى يخرج المهرجان بطابع قديم احترافي. وأوضح بأن الأمنية كانت أن أوقات المهرجان كان ينبغي أن تكون مفتوحة على مدار ال 24 ساعة، إلا أن الجو الحار لم يكن مساعدا على افتتاح المهرجان صباحا، وكان محل نقاش طويل قبل المهرجان وتم الاتفاق أن المهرجان يبدأ الساعة الخامسة عصرا وحتى الحادية عشرة مساء. واستطرد أن شوارع جدة الضيقة وباب البنط مقر استقبال الحجاج، والعين القديمة التي جددت على يد فرج يسر، وبيت نصيف، وسوق العلوي وسوق البدو، كل تلك الأشياء تعطي السائح والزائر فكرة عن جدة القديمة وأهلها. وأفاد بأن البرحات القديمة كان يفرغ فيها الأطفال شحناتهم، حتى أذان المغرب ثم يعودون إلى منازلهم وبعدها يبدأ كبار السن بالخروج. وأوضح بأن النجاح الذي خرج فيه المهرجان متوقع، لأننا في جدة التي يحبها الجميع، وأن الشخصيات الموجودة في المهرجان اختيرت بعناية فائقة وتم تدريبها، وأغلبهم من الأساس هم أهل المهن أو أحفاد أصحاب المهن القديمة في جدة. وبتمثيلهم للواقع القديم بتفاصيله الدقيقة انعكست الصورة الحقيقية لجدة قديما، ونجح الجميع في تمثيل الحياة القديمة دون زيف أو تزوير.