اختتمت جائزة السنوسي الشعرية بجازان فعاليات دورتها الثانية، أمس الأول، بزيارة الوفد لجزيرة فرسان ومقر المحافظة ومنزل الشاعر إبراهيم مفتاح، وتجول أعضاء الوفد من المثقفين والشعراء والنقاد السعوديين والعرب على المعالم السياحية والأثرية في جزيرة فرسان. وحول انطباعات بعض المشاركين في فعاليات الجائزة، قال الدكتور عبدالله الوشمي: «أعتقد أن جائزة السنوسي استطاعت أن تكمل دورتها الثانية وهي جائزة راشدة، ولعل هذا الرشد يأتي من مداخل رئيسة، أولها أنها تتأسس على الوفاء، والوفاء لا يأتي إلا بخير، فكان الوفاء في الدورة الأولى لشخصية السنوسي، وفي هذه الدورة امتد الوفاء إلى جيل كامل من الآباء، إضافة إلى أن جائزة السنوسي تكمل الشعلة الجميلة التي بدأت تنتشر في المملكة، وهي الجوائز المسماة على أسماء كبار المثقفين»، وأضاف: «الذي لفتني في لحظة التكريم، أنه كان رسالة جيل الأبناء إلى جيل الآباء، وهي رسالة مضمرة تقول إن الشعر من حيث هو، لا عمر له، وهو المطلق، فحضر الشاعر الثمانيني والسبعيني، وكان الشعراء الشباب حاضرين، وكأننا نتحدث عن الشعر مجردا من كل شائبة، وأكمل هذا الجمال أن المشاركين في الدورة من مختلف الدول العربية، وإضافة إلى أن الشاعر الفائز بالجائزة كان تونسيا، من قطر عربي»، وحول نصوص الأمسيات الشعرية التي ألقيت، قال الوشمي: «جمعت الأمسية الواحدة من أمسيات الجائزة كل أشكال الشعر، وفي الحلقة النقدية اشترك النقاد مع الشعراء في الحديث عن القصيدة، وكان المهرجان بأكمله يراهن على الشعر وحده، ومن هنا كان التنظيم شاعريا، واللقاء شاعريا، وكان المنبر يحتفي بالشعراء». ومن جهته، أعرب الشاعر أحمد اللهيب عن شكره للقائمين على الجائزة، وذكر أن مثل هذه التظاهرات التي تهتم بالشعر بكل تجلياته لها أهداف كبرى وصغرى، فأما الكبرى فهي أنها تعنى بالشعر كقيمة عليا وبالإنسان، أما الأهداف الصغرى فهي وجود هؤلاء الشعراء الشباب الذين يدهشون القلب قبل العقل والذين أعتبرهم نواة للشعر السعودي مستقبلا. وحول تكريم الجائزة لرواد الأدب والثقافة في منطقة جازان قال: «أعتقد أن التكريم نابع أولا من الوفاء الذي يكنه القائمون على الجائزة لهذه الرموز الكبيرة، وأتمنى أن يستمر التكريم في المرات المقبلة»، رأى أن النصوص التي ألقيت في أمسيات الجائزة كانت متباينة. حيث تجاورت قصيدة النثر إلى جانب التفعيلة والقصيدة التناظرية، وأثبتت هذه الدورة قدرة التعايش بين جميع الأشكال. ولعل الندوة النقدية أضاءت الكثير من الأمور. وكل ما حدث في جائزة السنوسي يؤكد لنا أن مدينة جازان تتنفس الشعر حقا. بدوره، قال الناقد المصري الدكتور عادل ضرغام: «تأتي أهمية جائزة السنوسي من ارتباطها بالمدينة الشاعرة جازان، فحياة أهلها حياة شعرية خالصة، يتجلى ذلك في أخلاقهم وسلوكهم وردود أفعالهم، وتأتي أيضا من ارتباطها باسم علم من أعلام الشعر العربي الحديث، وهو محمد السنوسي الذي أسس مع آخرين تلك التربة الخيبة الشاعرة»، وتمنى أن تصبح جائزة السنوسي أهم جائزة عربية في مجال الشعر.