أكد عدد من المشاركين في المؤتمر الإسلامي الثاني لوزراء الثقافة، الذي اختتم في المدينةالمنورة أمس الأول، أن قرارات المؤتمر جاءت تؤكد أن ثقافة الدول الإسلامية بها الكثير من القيم الكبرى مثل: الحوار والتسامح والسلام، وتحارب التطرف والغلو والإرهاب، وعلينا تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام لدى الغرب، لمحو ما يسمى ب«الإسلاموفوبيا»، وكانت تلك التوصيات فرصة لمواجهة الإشكاليات التي يمر بها العالم الإسلامي. إلى ذلك، أوضح وزير الصحة الكويتي الأسبق ورئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية الدكتور عبدالرحمن العوضي، أن وضع مبادرة الملك عبدالله للحوار العالمي محورا أساسيا في المؤتمر كان له دور في وضع آليات للخروج من المأزق الحالي للثقافة الإسلامية، وما يتعرض له المسلمون في شتى أنحاء العالم من اضطهاد. وبين العوضي، أن الأمة الإسلامية تتعرض لمؤامرات تهدف إلى تفكيك وحدتها، ولا يمكن الخلاص من تلك إلا بالرجوع لكتاب الله الكريم الذي يؤكد وحدة الأمة والتسامح والبعد عن الطائفية، مبينا أن شتات الأمة أدى إلى وصول الكثير من الأعداء إلى أهدافهم. أما وزير الثقافة الليبي الحبيب أحمد الأمين، فأكد أن المؤتمر هو أول مؤتمر تحضره وزارة الثقافة الليبية بعد أن أصحبت «وزارة» في الحكومة الجديدة، لافتا إلى أهمية الأفكار المطروحة في المؤتمر كونها درست الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي وثقافة الحوار والتسامح بين الدولة وشعبها، سواء كان مجتمعا مدنيا أو تعددية ثقافية في ظل موجات التشتت والتصلب في المواقف والآراء والعقائد، مبينا أنها موجات لا تخدم المرحلة الحالية. على صعيد متصل، أكدت مديرة الثقافة والفنون بجزر القمر وحيدة حسن، أهمية الثقافة في نشر الوعي والمعرفة بين المجتمعات ومختلف الطبقات، مشيرة إلى أن للثقافة دورا كبيرا في رفعة الأمم وتقدمهم، وحماية الشباب من الأفكار الهدامة بتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم، مبينة أن قرارات المؤتمر تؤكد على أهمية العمل الفكري والثقافي، مشيرة إلى أن بلادها تسعى لنشر الثقافة الإسلامية، وتوطيد المحبة بين أبنائها. من جانبها، أكدت الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في لبيبا وعضو الوفد الليبي الدكتورة فوزية محمد نوري، أهمية متابعة توصيات المؤتمر الحالي والمؤتمرات السابقة، موضحة أن إقامة المؤتمر في المدينة يعيد الثقافة الإسلامية إلى أصولها. وعن دور المؤسسات الرسمية والشعبية في مواجهة التطرف، أوضحت نوري أنه لا يكون إلا بالحوار مع بعضنا حتى مع أصحاب الأفكار المتشددة والمغالية، لأن الإسلام دين وسع العالم بخلفياته الثقافية وأفكاره الوسطية، مشيرة إلى أن الوسطية افتقدت لدى البعض بسبب إدخال الدين في السياسة، فنحن نريد للسياسة أن تلبس قيم الدين في النزاهة والصدق والشفافية والأمانة وخدمة الآخرين. من جهة أخرى، شارك عدد من وزراء الثقافة في الدول الإسلامية المتواجدين حاليا في المدينةالمنورة، أمين المدينةالمنورة الدكتور خالد عبدالقادر طاهر، البارحة الأولى، في تدشين معرض «رحلة الحج» للتشكيلية ريم ناظر، الذي يتضمن صورا قديمة وحديثة لمكة المكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة وقوافل رحلات الحج ووصولهم إلى موانئ المملكة لأداء الفريضة، ويستمر المعرض الذي يقام في مقر الأمانة حتى 19 ربيع الآخر.