أعرب عدد من الوزراء والمشاركين في المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة عن تطلعاتهم إلى أن يخرج المؤتمر بتوصيات هامة تتفاعل من الأزمات الثقافية التي يعاني منها العالم الإسلامي، في مواجهة الفكر المتطرف وقضية الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمعات الإسلامية، وأكدو ل«عكاظ» أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الثقافات والحضارات تنسجم تماما مع ما يحتاجه المسلمون في الوقت الراهن، في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة والصراعات الطائفية والمذهبية التي تلقي بظلالها القاتمة على طابع الثقافة الإسلامية، حول ذلك: أمواج الاضطرابات رأى وزير الثقافة اليمنية الدكتور عبدالله عوبل أن اجتماع وزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي يمثل أهمية كبرى، وسط أمواج الاضطرابات التي يمر بها العالم الإسلامي، وفي ظل التحديات الجسيمة التي تفرض الحفاظ على هوية الثقافة الإسلامية والعربية، وقال: «مبادرة خادم الحرمين الشريفين تنسجم تماما مع ما يحتاجه المسلمون في الوقت الراهن، في ظل الصراعات التي تشهده المنطقة والصراعات الطائفية التي شكلت عملا سلبيا على الثقافة الإسلامية»، وأضاف: «اليمن تأثر كثيرا جراء استمرار هذه الصراعات التي تهدف إلى إعاقة تطور الدول العربية في مختلف المجالات». وحول كيفية التخلص من الفكر المتطرف قال: «ينبغي تطبيق استراتيجية العمل الثقافي العربي والإعلامي وتوحيد الفكر والرؤى والتركيز في الاهتمام على التنمية»، معتبرا أن تفجير صراعات مضى عليها 1400 سنة يعد مؤامرة واضحة على ما تحقق من مكتسبات إسلامية، وطالب عوبل بطرح هذه القضايا بشفافية ووضع الحلول لها. مبادرة خادم الحرمين ومن جهته، اعتبر رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ووزير الصحة الكويتي الأسبق الدكتور عبدالرحمن العوضي أن المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة يعد فرصة لمواجهة الإشكاليات الثقافية التي يمر بها العالم الإسلامي، وقال: «إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين يجب أن توضع محورا أساسيا في المؤتمر للخروج من المأزق الحالي للثقافة الإسلامية وما يتعرض له المسلمون في شتى أقطار العالم من اضطهاد»، وقال: «قلب خادم الحرمين ينبض بحب الأمه الإسلامية، ويتفاعل مع جميع الأحداث الحاصلة في العالم الإسلامي، ويمتلك فكرا ورؤية بعيدة النظر، ونحتاج لمبادرة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات في ظل الصراعات الحالية التي تشكل خطرا على العالم»، وتابع: «الأمة الإسلامية تتعرض لمؤامرات تهدف لتفكيكها وقتل وحدتها ويجب الرجوع للقرآن الكريم الذي يؤكد على الوحدة الإسلامية والتسامح والبعد عن الطائفية، ولا سيما أن مشكلة العالم الإسلامي تكمن حاليا في التفكك»، وحول إمكانية طرح المؤتمر لخطة واضحة بهدف الحفاظ على هوية الثقافة الإسلامية للشباب، ذكر أن الشباب الإسلامي يتعاطى ثقافات مختلفة أبعدته عن الثقافة الإسلامية التي تستمد نهجها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، معتبرا أن كثيرا من الحكومات الإسلامية لم تلتفت إلى الشباب، ولم تعمل على احتوائه في ظل الثقافات المتنوعة والمختلفة التي يتعرض لها وتستهدف تفريغه من مكونات هويته الأصلية، وقال: «يجب على الدول الإسلامية استيعاب حجم الخطر الحالي ووضع برامج وخطط لجذب الشباب»، مشيرا إلى أن انتشار بعض المفاهيم الخاطئة بين الشباب ساهم في تأجيج الصراعات الطائفية في العالم الإسلامي والابتعاد عن منهج الاعتدال. وذكر أن الأمة الإسلامية تمر بمنعطف خطير وصعب ويجب مواكبة التغيرات وإبعاد الشباب عن الغلو في الدين، وطالب بتقليل الخلافات بين المذاهب الإسلامية ووضع الحلول لتقريب وجهات النظر فيما بينها. المؤسسات الثقافية ومن ناحيتها، أشارت الأمين العام المساعد للجنة اليمنية للتربية والتعليم والعلوم والثقافة الدكتورة حفيظة صالح ناصر إلى أن تنشيط التبادل الثقافي بين الدول الإسلامية والدول الأخرى يساهم في إزالة أسباب سوء الفهم بين الشعوب والبلدان الإسلامية، وقالت: «يمكن للمؤسسات الثقافية والشعبية أن تقوم بدور مؤثر في مواجهة ظواهر التطرف والغلو في الدين والتشدد في الأفكار التي تؤدي إلى أعمال العنف، وذلك من خلال التوعية التي تمارسها عبر وسائل الإعلام المحلية الرسمية وغير الرسمية»، وأشارت إلى أن المؤتمر سيعالج قضية حرب الأفكار التي عمقت الهوة بين الثقافات وعرقلت الحوار فيما بينها، وقالت: «المؤتمر يعقد في ظروف سياسية ودينية وثقافية وفكرية حرجة للغاية، ولكي ينجح يجب أن تكون هناك قرارات جريئة تدفع بعملية التثاقف مع الآخر»، مشيرة إلى أنها ضد مسألة الاندماج في الآخر أو احتوائه؛ لأن الاندماج يضيع الهوية..