أكد عدد من المسئولين المشاركين في فعاليات مؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي الذي تنظمه جامعة طيبة بالمدينةالمنورة اليوم , أهمية المؤتمر في تقديم أبحاث علمية متخصصة ومحكمة تسهم في تعزيز الفكر الوسطي بين شباب الوطن العربي وتنمية المهارات الاجتماعية والسمات الايجابية التي يجب أن يتسم بها كل شاب جامعي. وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب : لقد شرفنا الله تعالى بقوله ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ) فنحن أمة الاعتدال والوسط لا نقص ولا شطط وفي عالم يموج بالأفكار والمعتقدات وتتعدد فيه الرؤى والأطروحات ويجب فيه على أمة الإسلام عامة والعلماء خاصة أن يبرزوا هذا الجانب المضيء والمشرق ليهتدي العالم بنوره ويستنير بهداه في كل جوانب الحياة في المعتقد والفكر والسلوك والتعامل خاصة لدى الشباب والناشئة بيانًا وتأصيلاً ودعوة وتربية وتثبيتا ، ولقد أحسنت جامعة طيبة في اختيار هذا الجانب المهم لجعله محور البحث والدراسة والحوار في مؤتمر عالمي يستهدف الجامعات العربية أساتذة وطلاباً فهم صفوة المجتمع وصانعوا المستقبل. من جهته أوضح معالي مدير جامعة الملك سعود للعلوم الصحية الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي أن المؤتمر يجسد الدور الثقافي للجامعات السعودية واستشعارا منها بمسئولية المؤسسات التعليمية تجاه الشباب والعمل على تنشئتهم في بيئة تتسم بالوسطية وتبعدهم عن مواطن الغلو والتطرف ويتعاظم دور مثل هذه الفعاليات والمؤتمرات العلمية في ظل ما يشهده العالم من صراعات سياسية أسهمت في تشكيل بيئة تتسم بالتناقضات الفكرية التي يصعب على الشباب استيعابها وإدراكها. وأكد أن محاور المؤتمر وما تتضمنه من موضوعات ستسهم إن شاء الله في تأصيل مفهوم الوسطية وتعزز من قيمها وتضيء الطريق إلى نشرها وتفتح آفاق للمزيد من التعاون العلمي والثقافي بين الجامعات من خلال المؤتمرات المشتركة وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة. وأضاف الدكتور القناوي أن هذا المؤتمر وما يتناوله في جلساته من حوارات وأوراق متميزة وبمشاركة شخصيات علمية مرموقة ما يسهم في تحقيق أهداف المبادرة الرائدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في الدعوة للحوار بين الثقافات وليتم التواصل والتفاهم بين شعوب العالم بما يمكنها من التعايش السلمي تلك المبادرة التي كان لها الصدى الايجابي على المستوى العالمي وبما يؤكد المكانة الدولية للمملكة العربية السعودية وما انتهجته من سياسة تتسم بالحكمة والرزانة وتتمثل بقيم تسامح وعالمية الإسلام. من جانبه عد وكيل إمارة منطقة المدينةالمنورة سليمان بن محمد الجريش الجامعات من المؤسسات المهمة التي تعهد إليها المجتمعات بتعليم وتربية أبنائها الشباب كما تسهم في تكوينه النفسي وسلوكه المجتمعي وتقويمه نحو الاعتدال حيث يشكل المنهج التعليمي الجامعي الذي يتلقاه شبابنا احد العناصر الهامة في تربية الشخصية المسلمة وتعزيز العديد من المفاهيم والقيم التي جاء بها ديننا الحنيف كما يأتي تنظيم جامعة طيبة لمؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي لتؤكد على أهمية استثمار تلك العقول الشابة وحمايتها من مزالق التطرف والتشدد الذي يرفضه ديننا الحنيف وقيمنا وأخلاقياتنا كما يسعى لتحقيق أهدافه المتمثلة في تأصيل وتعزيز مبدأ الوسطية علمياً وعملياً بين شباب العالم العربي وعرض وبيان المنهج الصحيح في الاعتقاد والفكر والسلوك والتعامل واقتراح برامج عملية لتعزيز الوسطية بين شباب العالم العربي والإسهام في تهيئة بيئة وسطية في الجامعات العربية ومعالجة الأسباب الدافعة لبعد الشباب العربي عن الوسطية. فيما أوضح فضيلة الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أن الوسطية مبدأ ومنهج سبق بها الإسلام ودعا إليها إذ أهتم بتأصيلها في نفوس المسلمين حيث قال تعالى في كتابه العزيز ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) فالوسطية أساس الشهادة على الناس وصفة حميدة من صفات الأمة والشباب العربي هم رجال المستقبل ولهم دور رائد في تحمل المسئولية وتلبية متطلبات التنمية والجامعات حاضنة الشباب في دراستهم الجامعية المؤهلة لالتحاقهم مع من سبقوهم في مختلف جهات العمل الحكومي والخاص. وأوضح أن مؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي سيسهم من خلال أهدافه ومحاوره ومواضيعه في تأصيل مفهوم الوسطية وضوابطها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وجهود العلماء المسلمين في تأصيلها والدعوة إليها وبيان مزاياها كما يعزز قيم الوسطية في المناهج الدراسية الجامعية ويوضح المؤتمر أثر أستاذة الجامعات في نشر الوسطية والبعد عن الغلو والتطرف وأهمية إنتاجهم العلمي في ذلك وكيف يمكن تعزيز الوسطية لديهم وأثر علاقاتهم بالطلاب في ذلك. من جهتهم أكد وكلاء ومسئولو جامعة طيبة بالمدينةالمنورة أهمية المؤتمر في تعزيز التعاون بين الجامعات العربية لإرساء مبادئ الوسطية وإيجاد بيئة تعليمية تتسم بالوسطية والاعتدال في جميع أنشطتها وبرامجها وفعالياتها مؤكدين أن ذلك من شأنه أن يحفظ أمن المجتمعات استقرارها ومضيها إلى في طريق التقدم والتطور والنمو. وبين وكيل جامعة طيبة الدكتور عبدالعزيز بن قبلان السراني أن الوسطية مؤصلة في الكتاب والسنة فالإسلام دين الاعتدال والوسطية وهي السمة الأصيلة البارزة في عقيدة الإسلام وعباداته ومعاملاته وأخلاقه ويأتي تنظيم هذا المؤتمر لمناقشة ودراسة الضوابط الفقهية في الوسطية حيث تُعد الوسطية سمة هذه الأمة ومحور تميزها فالوسطية في مختلف أمور الحياة يتيح للفرد والمجتمع التقدم في ضوء المتغيرات الحادثة والثوابت الأصيلة. من جانبه أكد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور طلال بن عمر حلواني أن الوسطية منهج شرعي ارتضاه الله عز وجل لعباده في شتى أمور حياتهم فالرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وكان مثلاً أعلى في الوسطية والاعتدال في جميع أموره ونسأل الله تعالى أن يظهر المؤتمر بصورة مُشرفة وأن يخرج الباحثون والباحثات إلى توصيات تفيد الأمة الإسلامية ويحقق له الأمن والسلامة خصوصاً في ظل الظروف التي يزداد فيها الانحراف الفكري والبعد عن الشريعة الإسلامية وتشويه صورة الإسلام الحقيقة. على صعيد أخر قال وكيل الجامعة للتطوير والجودة الدكتور محروس بن أحمد غبان : لقد تميز ديننا الإسلامي بالوسطية وجعل الأمة الإسلامية من خير الأمم وأعدلها وأوسطها فهناك من أبتعد عن منهج الوسطية حتى مال إلى الغلو والتشدد لذا كان لزاماً من تنظيم مؤتمر متخصص يعزز مفهوم مبدأ الوسطية في الأمة الإسلامية وفي فكرنا التربوي المعاصر الذي يسهم بشكل كبير في بناء شباب هذه الأمة وحمايتهم من الغلو والتطرف وتأصيل مفهوم الوسطية والاعتدال لديهم. كما بين وكيل الجامعة للشئون التعليمية الدكتور أسامة بن عبدالعزيز إسماعيل أن هذه الأمة بنيت على قواعد وأصول وثوابت حيث أن الوسطية جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية تبياناً لمبدأ الخيرية والاعتدال وأن الوسطية تُعد من أهم خصائص الإسلام وتبدو واضحة الملامح في العبادات والمعاملات والأخلاق وفي علاقة المؤمن بربه وبتعامله مع الآخرين وفي كافة المجالات والنواحي الذي يشملها ديننا الحنيف وهذه دلالة على تحمل هذه الأمة لرسالة الوسطية مفهوماً وتطبيقاً في حياتنا وحث العلماء وطلاب العلم والأساتذة والطلاب على الاستفادة من هذا المؤتمر وما يصاحبه من فعاليات. من جانبها بينت عميدة الدراسات الجامعية للطالبات الدكتورة بسمة بنت أحمد جستنية أهمية الوسطية في حياة الأمة في كونها تقدم صياغة متكاملة لكافة أنماط الحياة اليومية وتحدد سلوك الأفراد وتصرفاتهم ويأتي تنظيم مؤتمر الوسطية لغرس مفهوم الوسطية لدى شباب الأمة وللتأكيد على أنه يجب على شبابنا التعامل مع حياته بواقعية وبأسلوب علمي مقنع وبعقلية متفاعلة مدركة للأمور تعود عليه وعلى المجتمع بالنفع والفائدة ولمحاربة الأفكار الضالة والمتطرفة التي تهدد شبابنا وتجر الويلات الفكرية والسلوكية على حاضر الأمة ومستقبلها والنهوض بهم وتحصينهم من الأفكار المتشددة الدخيلة بما يتناسب مع واقع الأمة وتطورها الحضاري والفكري.