قبل حلول موسم الشتاء القارس الذي يخيم على المنطقة بطقسه البارد، يستغل أهالي منطقة عسير آخر أيام المناخ المعتدل في الاستمتاع بمتنزهات المرتفعات وطبيعتها الخلابة وأشجارها الكثيفة وأوديتها ذات المسطحات الخضراء خاصة بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة مؤخراً. ويتجه السكان عادة في الإجازة الأسبوعية وخاصة يومي الجمعة والسبت إلى المرتفعات بغرض النزهة وكسر روتين العمل والبعض يقصد هذه الأماكن للتخلص من ضغوطات الحياة وضجيج المدينة وصخبها. وأكد ل «عكاظ الأسبوعية» علي فائع، أنه كان يقصد البرية قبل نحو 50 عاما لرعي الماشية في مرتفعات عسير لكثرة أشجارها وخيراتها، ويضيف فائع «ما أشبه اليوم بالبارحة فبالأمس كان الهدف من التواجد في هذه المناطق للرعي أما اليوم فنأتي للتنزه والترويح عن النفس». وزاد، «أماكن التنزه الحالية كانت في السابق تكسوها الأشجار بشكل كثيف وموحشة ولا يقطنها أحد وتكثر بها الذئاب والحيوانات المفترسة وحالياً مع التطور الذي تشهده كافة مناطق المملكة نأتي إلى هنا للتنزه والاستمتاع بأجوائها الرائعة». من جانبه، أوضح سعيد محمد أنه يستمتع بأجواء المرتفعات الخلابة، وقال «للمتنزهات المرتفعة نكهة خاصة، فتجد الأهالي يخرجون إلى متنزهات السودة والسحاب رغم قلة الأكسجين بها، ولكن رؤية الضباب الكثيف الذي يغطي المنطقة يضفي على هذه المنتجعات أجواء شاعرية»، ويضيف «الجلسات الشبابية في مثل هذه الأماكن لها نكهة خاصة، ونحن نرتاد هذه المنتجعات بصفة دورية للاستمتاع بالأجواء الخلابة كما أن الطبخ في الهواء الطلق له طقوس خاصة». بدوره ذكر عبدالعزيز عسيري، أنه يقصد عادة متنزه السودة أسبوعيا للاستمتاع بالأجواء الممطرة التي تكسو منطقة التنزهات بالمسطحات الخضراء، إضافة إلى الطقس المنعش الذي يخيم على المكان ويجعل منه متنفساً لأهالي عسير الذين يتوافدون بالعشرات للمتنزهات منذ الصباح الباكر في الإجازة الأسبوعية، فيما بين المواطن مشبب سبران أنه يستمتع كثيرا بمشاهدة الضباب الكثيف وهو يغطي المنطقة ويلامس السماء، وقال «أقصد متنزه السودة كل أسبوع وأمارس هواية الطبخ وإعداد الخبز على شبة النار».