(لاتنس قبرك...الموت أمامك) عبارات خطها عابرو طريق منتزه البيضاء البري 30 كيلو شمال المدينةالمنورة على اللوحات الإرشادية وسفوح الجبال بجانب الطريق لتستقبل المتنزهين خلال الإجازة الصيفية، بعد أن شهد الطريق عدة حوادث مميتة، حيث يعتبر المنتزه المتنفس الوحيد للأهالي في الإجازة الصيفية والأسبوعية «عكاظ» تجولت في المنتزه ورصدت عددا من المتنزهين من شباب وعائلات وهواة تخييم، وتحجير السيارات، وقد حجزوا المواقع من أوقات مبكرة للاستفادة من خدمات الموقع المحجوز. يقول سليم الجهني، إنه يخرج مع بعض الشباب وأحيانا مع عائلته، للمناطق البرية مع نهاية كل أسبوع أو في أي وقت من الأسبوع للاستمتاع بالأجواء البرية، معتبرا منتزه البيضاء أشهر الأماكن، وأضاف «المتنزه يمتاز بالأجواء العليلة ليلاً وبعيداً عن زحام الحياة، فهذه الرحلات يغلب عليها الطابع الترفيهي ويميزها توزيع المهام العملية بين شباب المخيم، بحيث يتولى كل شخص أو شخصين مهمة معينة في تجهيز الطعام أو الغسيل أو ترتيب المكان مثلا وإعداد الشاي والقهوة على النار» لافتا إلى أن هذا ما يحيي روح العمل الجماعي بين الشباب ويقتل الاتكالية التي تحييها أجواء المنازل الأسرية، مبينا أن الرحلات البرية تكسب الشباب مهارات مختلفة في التعامل مع حياة الصحراء. وقال الجهني، إن الأمر متروك للشباب ليحضر كل منهم ما يستطيع على حسب قدرته دون أن يكون هناك أدنى إلزام أو تحميل البعض فوق طاقته، مشيرا إلى أن كلا منهم قد أحضر من جانبه شيئا من مستلزمات التخييم. وأشار الشاب سلمان العروي، إلى أنه لا يجد مانعا بإقامة رحلة لمدة أسبوع في المنتزه بحكم قربه من المدينة، حيث يجتمعون بعد انتهاء أعمالهم ويعودون للمخيم لتناول طعام الغداء أو العشاء وتبادل الأحاديث حتى منتصف اليل. وقال العروي: هواة تحجير السيارات أعتبرها نوعا من الفن والجنون، حيث إنها ليست مكلفة ولا تتطلب سوى أربع رافعات وكمية كبيرة من الصخور لوضعها حول السيارة بطريقة هندسية ولا تتطلب منه وقتا سواء ساعة واحد لكي نلفت نظر المتنزهين خلال تجولهم في المنتزه ليستمتعوا في المشاهدة وطريقة تحجيرها وتزيينها والتقاط صور تذكاريه مع المركبات. وبين بأنهم يقيمون في بعض الأحيان مسابقات في أجمل تحجيرة من خلال اللون والمظهر الخارجي للسيارة، حيث يتم توزيع المراكز على السيارات والمشاركة من قبل عدد من الشباب القدامى الذين لهم خبرة كبيرة في التحجير وهذا ما يزيد من روح التنافس بين الشباب ويشغلنا عن بعض الأمور السلبية كالتفحيط والكتابة على الجدران وغيرها من الأمور. وأشار محمد البلوي، إلى أن الطريق المؤدي إلى المنتزه يفتقد الكثير من الصيانة من سفلتة وإنارة، إضافة إلى مخالفة المتهورين في تجاوز السرعة المحدودة بهذا الطريق الضيق الذي لا يتجاوز عرضه ثلاثة أمتار، مما شهد عدة حوادث مؤلمة راح ضحاياها أطفال ونساء وكبار في السن بسبب السرعة الزايدة، حيث يوجد في الطريق منحنيات تعوق الرؤية للسيارات القادمة. موضحا أن الطريق أدخل الرعب في نفوس المتنزهين بسبب سماعهم عن وحشية الطريق وخطورته ولجأوا إلى الاستراحات الخاصة والمناطق البرية الأخرى التي تقع على الطرق السريعة. إلى ذلك أكد الناطق الإعلامي لمرور المدينةالمنورة العقيد عمر حماد النزاوي ل«عكاظ» أهمية ازدواج الطريق وقال هناك دوريات للمرور متواجدة إلى جانب المرور السري على مداخل الطريق الرئيسي ومكثفة لمحاسبة المتهورين.