ولدت بعد مخاضات عديدة صحيفة مكةالمكرمة لتكون بديلا عن صحيفة الندوة بعد أن عانت الأخيرة ما عانته من صعوبات إدارية ومالية وفنية حتى تحولت إلى حطام! وكانت محاولات عدة قد بذلت لإصلاح أحوال الندوة من قبل رجال أخيار من أبناء أم القرى، وكانت تلك المحاولات تحظى بتشجيع الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز الأمير الأسبق لمنطقة مكةالمكرمة -رحمه الله-، ولكن كان لبعض القائمين على الجريدة رأي آخر أدى إلى إجهاض تلك المحاولات مع أنها كانت تصب في مصلحة الجميع، واستمرت الجريدة «الندوة» في التردي حتى قيض الله لها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي رأى أن من واجبه كوزير للإعلام وبحكم انتمائه لمكةالمكرمة مولدا ونسبا، أن يفعل شيئا بجريدتها فرفع الأمر إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وجه بتسديد الديون العاجلة المتراكمة على الجريدة وقدم لها خمسة ملايين -غير مبلغ تسديد الديون- لتمويل ودراسة إصدار صحيفة جديدة تليق بمكةالمكرمة اسما وشرفا ومكانة وساند هذه الجهود الأمير خالد الفيصل الأمير السابق لمنطقة مكةالمكرمة، وتم تكوين مجلس إدارة جديد حيوي منطلق محب لأم القرى برئاسة الأستاذ صالح كامل وهو علامة كبرى من علامات النجاح في عدة مجالات وقد تحمل المسؤولية باعتبارها واجبا نحو مسقط رأسه البلد الأمين فكان لا بد أن ينتج عن هذا التعاون الإيجابي المخلص عمل صحفي تمثل في ولادة صحيفة مكةالمكرمة. وعندما كان الحديث يدور عن الاستعدادات الأخيرة لصدور الجريدة الوليدة عبرت لبعض الإخوة في تحريرها ومنهم الدكتور عثمان الصيني رئيس التحرير والأستاذ ماجد المفضلي مدير التحرير عن إشفاقي على هذه الجريدة التي تولد في وقت زاحمت فيه الصحافة الرقمية والإلكترونية والمواقع الساخنة الصحف الورقية وأصبحت الكعكة الإعلانية موزعة وملتهمة بين كبريات الصحف وكذلك الاشتراكات والقراء والتوزيع والكتاب! فلم يبال أحد منهم بإشفاقي وأكدوا أن مخاوفي في غير محلها وأنهم أعدوا للأمر عدته، فدعوت لهم بالتوفيق والسداد لأنني ابن مكةالمكرمة وابن الجريدة ولولا أن أهلها أخرجوني منها لما خرجت!؟ ولقد كان الحفل الذي رعاه أمير منطقة مكةالمكرمة مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز لتدشين أول إصدار لجريدة مكةالمكرمة في أول فعالية رسمية يرعاها سموه عقب نيله الثقة الغالية حفلا رشيقا خفيف الظل تحدث فيه كل من وزير الإعلام ورئيس مجلس إدارة صحيفة مكةالمكرمة فربطا بين ولادة الجريدة وموعد صدورها في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، أما مدير الجامعة الدكتور بكري عساس فقد قدم استعراضا قيما لتاريخ الصحافة في أم القرى ثم وعد بتسخير الكوادر الإعلامية والأكاديمية في الجامعة لخدمة الجريدة الوليدة. ولما تم تكريم رؤساء التحرير والمديرين العامين السابقين وذكر اسم الصحفي الرائد صالح محمد جمال -رحمه الله- لم يتقدم أحد من أبنائه لتسلم جائزته، وربما لم يحضروا الحفل ولعل ذلك عائد إلى عدم ارتياحهم لتغيير اسم الجريدة من «الندوة» إلى مكةالمكرمة، وكان آخر رئيس تحرير لها في عهد صحافة الأفراد والدهم صالح جمال، مع العلم أن مؤسس «الندوة» هو الصحفي الرائد أحمد السباعي ومؤسس جريدة «حراء» هو الصحفي الرائد صالح جمال ولما اشترى الأخير الندوة من صاحبها دمجها في «حراء» وأبقى «الندوة» اسما للجريدتين المدموجتين وكان الأحق بعدم الرضا عن تغيير الاسم أبناء المرحوم أحمد السباعي لأنه مؤسس الندوة، ولكن الأستاذ أسامة السباعي تسلم جائزة والده من الأمير ولم يقف عند مسألة تغيير الاسم.. وهكذا ولدت صحيفة مكةالمكرمة تحت قبة جامعة مكةالمكرمة وبرعاية أمير مكةالمكرمة وبحضور رجالات مكةالمكرمة.