حتى في إصدارها الأخير لم "تتثاءب" صفحات صحيفة "الندوة " عن المتابعات اليومية، ورغم انتهاء مباراة المنتخبين السعودي والأرجنتيني في وقت متأخر، إلا أنها كانت حاضرة على صدر صفحتها الرياضية الأولى، ولكن الخبر الرياضي الأهم غاب عنه اسم كاتبه، كما سيغيب كافة زملائه مع إغلاق "الندوة" التي نعاها رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكة للطباعة والإعلام صالح كامل في مقال نشر أمس في آخر أعدادها وحمل الرقم 16408. 54 عاما هو العمر الذي قررت أن تقف عنده صحيفة الندوة، بعد أن انطلقت ولأول مرة في يوم الأربعاء 26 فبراير عام 1958 على يد مؤسسها الراحل أحمد السباعي، فيما تعرضت لأزمات مالية تصدى لإحداها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتبرعه بمبلغ 10 ملايين ريال. هذه المرة، توقفت "الندوة" بشكل نهائي، ولكن تاريخ الصحيفة شهد عددا من التوقفات، وكانت الانتكاسة قد بدأت في عام 1418، ووصلت الديون على الصحيفة إلى 55 مليونا في عام 1420. ( في القريب العاجل .. سيكون لنا لقاء مع القادم من المستقبل، الذي ندعو الله مخلصين أن يستمد إشراقاته من نور مكةالمكرمة). هكذا ختم رئيس مجلس إدارة ( مؤسسة مكة للطباعة والإعلام) صالح كامل مقالته أمس التي حملت عنوان (تحية وداع ..لإشراقة لقاء) وأعلن من خلالها توقف جريدة الندوة عن الصدور بعد أكثر من خمسة عقود، لتعود مجددا في وقت لم يحدد باسم جديد هو ( مكة). مرت جريدة الندوة (الجريدة الوحيدة الصادرة في مكةالمكرمة) بأزمات عديدة منذ أكثر من عقدين، أدخلتها في نفق، ما جعلها تتخلف عن الركب بعيدا عن معظم الصحف السعودية، ومنها ما تأسس بعدها بسنوات طويلة أيضا. وكان مجلس منطقة مكةالمكرمة قد كلف شركة ( جلف لينك) للأبحاث التسويقية بتنفيذ دراسة تسويقية عن وضع الجريدة، ومنذ إنجاز تلك الدراسة سنة 2002، لم يتغير واقع الجريدة كثيرا، بل تعرضت لمصاعب تسببت في توقفها عن الصدور لأول مرة في تاريخها الحديث أواخر سبتمبر عام 2003 لامتناع فريقها التحريري والفني عن مزاولة عملهم ما لم يتسلموا رواتبهم المتأخرة. ثم عادت الجريدة للصدور ولكنها ظلت تترنح تحت وطأة الأعباء المالية، والخلافات المستمرة بين أعضاء مجلس الإدارة من جهة، وبينهم وبين التحرير من جهة أخرى. ما أدخل الجريدة في متاهات وإخفاقات ظلت تعطل مسيرتها على مدى أكثر من عقدين، وتسببت في فقدانها أعدادا كبيرة من قرائها الذين ارتبطوا بها منذ لحظات تأسيسها . وكان العدد الأول من الندوة صدر يوم الأربعاء 26 فبراير من عام 1958م، في عهد صحافة الأفراد، حين أسسها أحمد السباعي كان يملك ترخيصاً يومياً لصدورها إلا أنها صدرت مؤقتاً بصفة أسبوعية، ثم أخذ إيقاعها بتسارع بإصدار عددين ثم ثلاثة في الأسبوع. وبعد أحد عشر شهراً توقفت الندوة للمرة الأولى في 18 يناير من عام 1959م. بعد ذلك اندمجت الندوة مع جريدة (حراء) التي أصدرها الرائد الراحل صالح محمد جمال، رحمه الله، وصدرتا باسم (الندوة) في 30 يناير عام 1959، وكان هذا هو بداية الإصدار للمرة الثانية. وفي 20 مارس من العام نفسه نشرت الجريدة في عددها الخامس والأربعين أن الأستاذ صالح محمد جمال قد اشترى حصة الأستاذ أحمد السباعي وآل إليه امتياز نشرها. وفي 13 يناير 1964م صدر مرسوم ملكي كريم بالغاء صحافة الأفراد، وتحولت من حينها الصحافة السعودية إلى المؤسساتية ... حيث أعلن المرسوم نظام المؤسسات الصحفية الأهلية، ونشأت من خلاله ثماني مؤسسات صحفية، إحداها (مؤسسة مكة للطباعة والإعلام) في 9 مارس من العام ذاته بمجلس إدارة مكون من عشرين عضوا، وصدرت جريدة الندوة من خلالها وبات ترخيصها ملكاً للمؤسسة الجديدة في 14 مارس 1964 لتكون الجريدة الوحيدة الصادرة من مكةالمكرمة. وتعاقب على رئاسة الندوة في عهد صحافة المؤسسات كل من حامد مطاوع الذي كانت الصحيفة في عهده من أفضل الصحف المحلية انتشارا، ثم جاء يوسف دمنهوري، ثم عبدالرحمن العرابي، ثم تم تكليف رفقي الطيب وبعده فوزي خياط وبعده هشام كعكي، ثم أحمد بايوسف.. وكل هؤلاء الأربعة كانوا بالتكليف. فارسي: تصفية حقوق الموظفين خلال شهرين مكةالمكرمة: علي العميري كشف عضو اللجنة التنفيذية بمؤسسة مكة للطباعة والإعلام "جريدة الندوة" زياد فارسي أنه ستتم تصفية مستحقات جميع العاملين في المؤسسة في كل الأقسام التحريرية والتسويقية والإدارية تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإصدار صحيفة مكة خلال شهرين مؤكدا أن حقوق العاملين محفوظة وسيتم صرفها بعد الانتهاء من الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات مشيرا إلى أن عدد العاملين في الصحيفة قليل جدا. وبين فارسي ل"الوطن" أن اللجنة التنفيذية ستعقد اجتماعا نهاية الأسبوع القادم لاختيار رئيس التحرير من بين عدد من الأسماء المطروحة تمهيدا للرفع لوزارة الثقافة والإعلام للبدء في إدارة صحيفة مكة، وكانت الجمعية العمومية للصحيفة عقدت اجتماعا نهاية شهر رمضان المبارك الماضي حضره وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه وتمت خلاله الموافقة على زيادة رأس المال إلى (150) مليونا ودخول أعضاء جدد للمؤسسة واختيار مجلس إدارة جديدة برئاسة الشيخ صالح كامل وتعيين لؤي مطبقاني مديرا عاما للمؤسسة.