هو سَهلٌ .. لكنه بالوقت ذاته ، صعبٌ .. ففي أي حالاته مرّ عليك ؟ هذه ليست " فزورة " .. فأنا هنا أتحدث عن فعل مقيت، أجزم أن معظمنا -إن لم يكن كلنا - قد تعرف عليه في يوم من الأيام ، فإما أنك تعرفت عليه بحالته السهلة، أو تعرفت عليه بحالته الصعبة. إنه .. " الظلم " ! كم يكون صعباً عليك حين تتعرض للظلم ؟ .. حالة بشعة قادرة بمفرزاتها على أن تُفقد الإنسان توازنه وعقله .. وقد تفقده لقمة عيشه .. بل و تفقده حياته كلها . وكم يكون الظلم سهلاً عندما يكون المرء ظالماً ، قد تسحره قدرته على ظلم الناس بما يملكه من سلطة أو مال أو قوة ، أو يخدمه وجوده في موقع تفوق مهما كان نوعه ، فيستسهل الظلم ، وقد يصل إلى مرحلة أنه يمارسه من دون تفكير .. هكذا .. يستمرئ فعل الظلم وتستحوذ عليه شهوة السطوة فيظلِم ! هي حالتان، الفرق بينهما بُعد السماء والأرض .. لكنهما قادرتان على زلزلة عرش الخالق حين تقعان بين العباد ! ألم يجعل ربنا دعوة المظلوم ليس بينها وبينه حجاب ؟ ألم يجعل الظلم ظلمات يوم القيامة ؟ .. ألم يُجب دعوة المظلوم قائلاً لها " وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين " ؟ .. ألم يحذرنا رسولنا الكريم ": اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة " ؟ ألم يحرم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً " ومن يظلم نذقه عذاباً كبيراً " ؟ يا الله .. كم منا يتفكر بما تمثله هذه الكلمات من معان تهز الوجدان وتستبكي الضمائر ؟ لو عقِل ابن آدم وفكّر لحظة بنتائج ظلمه قبل أن يظلم ، لما وجد لدينا عاملاً أو عاملة أو امرأة أو رجلاً أو طفلاً أو حيواناً أو بلداً يعاني من الظلم .. مهما كان نوعه . نعم الظلم أنواع .. فتَفَقّد ضميرك حين تنام واسأله " ظلمتَ من اليوم "؟ اعمل جهدك على أن تنجو من دعوة مظلوم استسهلتَ قدرتكِ عليه وظلمتَه، فقد تطالك دعوته فيصلح الله له شأنه وينتقم له منك شر انتقام؛ " إما في نفسك ، أو في أبنائك ، أو في أعز ما تملك وما تحب "! دعونا نتذكر دائماًَ " إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك " .. اللهم أعوذ بك أن أكون ظالماً أو مظلوماً .