تتطلع طالبات الجامعات الى زيادة مكافآتهن الشهرية في العام المالي الجديد، ليتمكن من الإيفاء بمتطلباتهن الدراسية والمعيشية، بعد أن خيم شبح الغلاء على مختلف مناحي الحياة وانعكس على أسعار كتب المراجع العلمية وأدوات الدراسة من دفاتر ووسائل تعليمية، فالعديد من أسر هؤلاء الطالبات لم تعد قادرة على مجاراة ذلك الوضع، بل بعضها تتقاسم مع أبنائها وبناتها الطلاب في الجامعات والكليات ما يتلقونه من مكافآت. تقول سكينة الطالبة بقسم الحاسب الآلي بجامعة الملك سعود إن والدها يعمل حارس أمن في إحدى الشركات وراتبه الذي لا يتعدى أربعة آلاف ريال لا يكفي لإعاشة أسرتها المكونة من تسعة أفراد. ولذلك تضطر الى استقطاع نصيب من مكافأتها لتساعد به في توفير مصاريف البيت. وفي سبيل ذلك تتخلى عن الكثير من الضروريات. وتعتمد على تصوير كتب المقررات الدراسية بدلا من شرائها. وتشير الى أن وضع كثير من زميلاتها ليس أفضل من وضع أسرتها. وتتمنى زيادة المكافأة التي تصرف للطالبة الجامعية التي لا يحق لها الاستفادة من حافز لتكمل به النقص. وفي رأي الطالبة بقسم الرياضيات وفاء الزهراني، فإن مبلغ المكافأة الذي لا يتعدى حاجز الألف ريال، زهيد للغاية مقارنة باحتياجات الطالبة الجامعية التي تحتاج الى شراء كتب ومستلزمات دراسية بنحو 700 ريال. ولذلك لا بد من النظر في زيادتها مراعاة للطالبات اللواتي يعتمدن عليها اعتمادا كليا في تدبير شؤونهن. وحتى لا يضطر بعضهن الى قطع تعليمهن ويصبحن عالة على أسرهن التي تنتظر تخرجهن للمساعدة في تعليم إخوانهن وأخواتهن. أما فاطمة الشيخ فتقول إن المستوى المادي لعائلتها طيب لكن مكافأة الألف ريال لا تكفي الا لشراء غرض أو غرضين من السوق في وقت تمدد فيه شبح الغلاء وتعددت احتياجات الطالبة الجامعية. وتشير الى أن بعض زميلاتها اللواتي أسرهن فقيرة يقسمن المكافأة الى ثلاثة أقسام، قسم للاحتياجات الدراسية وآخر للمصاريف الخاصة وثالث لمساعدة عائلاتهن. وتضيف يتقطع قلبي حينما أرى بعض زميلاتي ينتظرن صرف المكافأة على أحر من الجمر. وتقترح تحديد مبلغ مكافأة الطالبة الجامعية حسب وضع أسرتها. فإذا كانت من أسرة فقيرة تزاد مكافأتها. ويسمح لها بالتقديم للحصول على حافز. وليتحقق ذلك لا بد من إجراء بحث اجتماعي للتعرف على ظروف الطالبات ودعم المحتاجات منهن. من جانبها تعتبر الأخصائية الاجتماعية سلوى العريكان أن زيادة مكافأة طلاب وطالبات الجامعة أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على الطلاب من التسرب من التعليم العالي خاصة إذا كان الطالب من أسرة محدودة الدخل لا تستطيع توفير متطلباته الحياتية والدراسية. وترى أن مكافأة الألف ريال لم تعد تكفي لربع مستلزمات الطالب الجامعي. وزيادتها تحقق عدة أهداف في مقدمتها ضمان استمرار العديد من الطالبات والطلاب في الدراسة بالجامعة حتى التخرج، ومنع البعض من سلوك طرق تؤدي الى المهالك، لا قدر الله، خاصة وأنهم بحكم أعمارهم الصغيرة يفتقدون للخبرات التي تجنبهم الانزلاق في المخاطر.