لم تحقق تغريدات طلاب الجامعات عن رفع المكافآت نتائج حلموا بها فعادوا يطرحون قضيتهم عبر مجالسهم الخاصة بعدما توصلوا إلى حقيقة ساطعة أسموها «لم تعد مكافآت الألف ريال التي تدفع لطلاب الجامعة تكفي» مقارنة بأحوال المعيشة وأسعارها المتصاعدة التي شملت مستلزمات الدراسة وغيرها مثل الكتب الجامعية والمذكرات وخلافها إلى جانب نفقات الطلاب القاطنين بعيدا عن مقار جامعاتهم. تعثر دعوات مواقع التواصل الاجتماعي دفع الطلاب إلى طلب العون والنجدة من مجلس الشورى. تبلغ مكافأة الطلاب الجامعيين للأقسام العلمية 1000 ريال فيما تبلغ مكافأة طلاب الأقسام الأدبية والإدارية 850 ريالا فقط.. وفي وقت سابق من العام الماضي أنشأ مجموعة من الطلاب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي و«هاشتاقا» تحت مسمى «رفع المكافأة» طالبوا فيها بضرورة أن تتخذ وزارة التعليم العالي خطوات جادة في هذا الاتجاه، غير أن الحساب لم يعد لمواصلة التغريد ولم تحقق الحملة أهدافها. عبدالله العرياني (طالب في جامعة أم القرى) يبرر توقف حملة رفع المكافآت بما يصفه باليأس من إيجاد حل، ويرى أن هذه المكافآت لابد لها أن تواكب ارتفاع أسعار الكتب الدراسية خاصة المواد العلمية التي لا تقل عن 100 ريال للكتاب الواحد في بعض الكتب، فضلا عن المستلزمات الأخرى المتعلقة بالمعامل والمختبرات والتي تستنزف نصف مبلغ المكافأة. الاستدانة هي الحل على ذات الاتجاه، يرى عبدالله الشهري (الطالب في كلية إدارة الأعمال بجامعة أم القرى) أن أوجه صرف المكافأة المتعددة تجبر الطلاب على الاستدانة إما من الأهل أو من مصادر أخرى لتعويض النقص المادي، حيث تأخذ المناهج الجامعية النصيب الأكبر من المكافأة وبعد ذلك تأتي الاحتياجات الشخصية. مضيفا أن التوفير من المكافأة كمصروف شخصي يعد أمرا غير متاح في ظل بقاء المكافآت على ما هي عليه. طالب السنة التحضيرية في الكلية الجامعية في محافظة الليث حسام المالكي يحكي عن تجربة من سبقوه في المرحلة الجامعية ويقول إنه رأى طلابا جامعيين يعانون من مشكلات في صرف المكافأة الطلابية، مشيرا إلى أنه يعيش حاليا ذات المعاناة، ويضيف أن الفرضية التي تتحدث أن الطلاب يتمتعون بكامل المكافأة وهو حديث أقرب إلى الخيال وعلى الصعيد الشخصي فهو طالب متغرب عن أسرته التي تتحمل جزءا من أعبائه في الكتب ومستلزمات الدراسة وهو أمر يؤكد أن المكافأة الجامعية لا تكفي. أما طالب كلية القانون في جامعة الملك عبدالعزيز خالد عسيري فقال إن توفير بيئة تعليمية مستقرة علميا أو اقتصاديا ضروري في أن يجعل همم الطلاب عالية ومرتفعة تؤهلهم للنجاح والتميز، ويطالب عسيري مضاعفة المكافأة الطلابية، فأمر كهذا يساعد على التحصيل العلمي والتفوق، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الكتب الجامعية يستنزف ميزانية الطلاب ويعود عليهم بالضرر المادي والنفسي. أحمد الفقيه الذي يدرس الهندسة والعمارة الإسلامية في جامعة أم القرى يرى أن غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار يحتمان الإسراع في زيادة المكافأة الطلابية لتتوافق مع ظروف الحياة، خاصة أنها ظلت دون زيادة منذ اعتمادها، وبين بأنه لابد من مشاركة مجلس الشورى في تعزيز مطالب الطلاب تحت قبة المجلس ونقل همومهم ومناقشتها ورفع توصيات بهذا الشأن. ومن وجهة نظر وائل الصبحي من الكلية الجامعية من قسم الفيزياء في الليث لابد من حسم الأمر إما برفع المكافأة الجامعية أو أن تتحمل الجامعة أمر توزيع المناهج الدراسية عن طريق المكتبات التي توقع معها عقودا للشراكات الأكاديمية والجامعية، وذكر الصبحي أنه لا يمكن على الطلاب خاصة في المسارات العلمية والطبية أن يتحملوا دفع مصاريف تتعلق بكتب باهظة الثمن فضلا عن أبحاث يطالب بإنجازها الطلاب وهي لا تقل تكلفة عن شراء الكتب، مبينا أن الطلاب متفاوتون في الوضع الاقتصادي وذلك يجعل الأمر في غاية الصعوبة على طلاب ليس لهم مصدر دخل غير المكافأة.