ينتظر طلاب وطالبات الجامعات والتعليم العالي اليوم، نتائج جلسة مجلس الشورى والتي يناقش فيها قرار اعتراض بعض أعضاء المجلس على زيادة مكافآت الطلاب والطالبات، وتوقع عضو باللجنة التعليمية نقض القرار بالزيادة بعد أن يعاد التصويت على ما قدمه المعترضون، مشيراً إلى أن رد لجنته للشؤون التعليمية والبحث العلمي كان مقنعاً حيث انها اعتذرت ولم توافق على التوصية بالزيادة. ونسب إلى رئيس اللجنة أن المكافآت والإعانات الممنوحة لطلاب الجامعات والدراسات العليا التي يكفلها النظام تفي بالغرض، إضافة إلى وجود عدد من الخدمات التي تقدمها الجامعات للطلاب كالسكن في حال توافره لديها والوجبات الغذائية المخفضة، كما أن الجامعات تتعاقد مع الطلاب المنتظمين على نظام الساعات أو الوظائف المؤقتة في بعض الأعمال المناسبة خارج وقت الدراسة في مقابل منحهم مكافأة لا تزيد عن ألف ريال في الشهر، إضافة إلى التوسع في إنشاء الجامعات في مختلف المناطق والمحافظات وهو ما يقلل تكاليف سفر الطلاب والإقامة للدراسة في مناطق بعيدة عن سكناهم. أكثر من 30 سنة دون زيادة وكان قرار الاعتراض قد أثار امتعاض الطلاب والطالبات في جميع مراحل التعليم الجامعي والعالي ممن يفترض أن تشملهم الزيادة على اعتبار أنها زيادة مستحقة في ظل الأوضاع المعيشية الآخذة في الارتفاع، في حين أن المكافأة لا زالت كما هي دون زيادة تذكر منذ إقرارها من أكثر من 30 عاما، وفي هذا الصدد تتساءل الطالبة بقسم الحاسب الآلي بجامعة الملك سعود هيفاء خالد هل يعقل أن تظل المكافأة على ما هي عليه منذ أن كانت والدتي طالبة في الجامعة وحتى الآن دون أي زيادة؟ هذه المكافأة لا تغطي مصاريف الطلاب والطالبات الجامعيين الآن حيث متطلبات الجامعة التعليمية مكلفة فأسعار الكتب باهظة وقد نضطر لطلب المساعدة من أهالينا بسبب كثرة المصاريف في حين أن الزيادة تشكل ما نسبته 200 ريال وبحسبة بسيطة تعادل الزيادة تقريبا 6 ريالات يوميا ولن تكون عبئا على الميزانية كما قد يتصور البعض. المكافآت تعيل أسر وكشف الاعتراض من قبل بعض الأعضاء على الزيادة قصصا مؤثرة لكثير من الطلاب والطالبات الذين تشكل المكافأة بالنسبة لهم ضرورة بل انها تعيل أسرا تعيش تحت خط الفقر وهذا هو واقع كل من فاطمة ابراهيم وخلود محمد حيث تعيل الأولى أسرة مكونة من عشرة أفراد بمن فيهم شقيقتها المطلقة مع طفلها وتؤكد أنها اختارت القسم العلمي في الثانوية العامة دون رغبة منها من أجل أن تلتحق بأحد التخصصات العلمية في الجامعة فقط من أجل الزيادة البسيطة في المكافأة التي تشكل فرقا بالنسبة لعائلتها وهي إلى جانب ذلك تتقاسم المصاريف مع شقيق آخر لها يدرس أيضا في إحدى الكليات العلمية لنفس الغرض بالنسبة للمكافأة، وتذكر فاطمة أن تكلفة شراء الكتب تستهلك جزءاً من المكافأة ليس هينا بالنسبة لها مما حدا بها للجوء إما للتصوير أو لاستعارتها من صديقاتها كما أنها تقتصد في وجبة الإفطار ولا تتعامل مع البوفية أو المقاهي الموجودة في الجامعة لغلاء أسعارها. السكن الداخلي وغلاء المعيشة أما خلود فهي من طالبات السكن الداخلي وتعاني نتيجة ذلك من كثرة المصاريف وطبيعة دراستها تقتضي بقاءها لساعات متأخرة بالجامعة مما يضطرها لتناول وجبة إفطار وغداء بالجامعة ويقتطع ذلك من مكافأتها ما يقارب 15 – 20 ريالا يوميا إلا أن أكثر المصاريف تستهلكها الكتب والمراجع العلمية والتصوير وغيرها والتي تصل أسعارها إلى أكثر من 100 ريال وعندما تكون المتطلبات كثيرة نلجأ للتصوير للتخفيف من المصاريف ، وترى خلود أنه يفترض على مجلس الشورى دراسة مدى قدرة المكافأة الجامعية على تغطية تكاليف الدراسة بالإضافة لاحتياجات الطالب والطالبة الأخرى كالمواصلات وتكاليف المعيشة بالنسبة للسكن الداخلي خاصة مع ارتفاع الأسعار وتعدد أوجه الصرف ومنها الحاجة للإنترنت من أجل التحصيل والبحث العلمي . كتب ومراجع مكلفة ريم علي طالبة طب تشير إلى ضرورة أن تكون المكافأة 2000 ريال بالنسبة لطلاب وطالبات التخصصات العلمية حيث تستهلك المراجع ومتطلبات البحث العلمي مبالغ كبيرة إلى جانب أن كثيرا من الطالبات يستخدمن مواصلات بالأجرة التي تصل تكلفتها من 500 – 800 ريال ناهيك عن المصاريف الأخرى التي تتطلبها بعض الاحتياجات المرتبطة أيضا بالدراسة كدروس التقوية والتصوير والإنترنت والمشاركة في الأنشطة وغيرها . الدراسات العليا عبء إضافي وتؤكد طالبة الدراسات العليا نورة اليحيا أن متطلبات البحث العلمي لرسالة الماجستير والدكتوراه تتطلب التردد على مراكز البحوث العلمية والمكتبات في مختلف القطاعات وهو ما يستهلك الكثير من المصاريف المادية خاصة للطالبة إذ تتطلب توفر مواصلات من جهة وشراء أو تصوير كميات كبيرة من الكتب والمراجع والبحوث العلمية في كل مرة وأنها لاحظت أن كثرة المصاريف انعكست على جودة ونوعية البحوث حيث تضطر البعض منهن الاقتصاد في المصارف لعدم كفاية المكافأة من جهة أو لعدم قدرة الأسرة على تحمل تلك المصاريف من جهة أخرى . المكافأة حق ورأت كل من سارة فواز ونورة السعيد من جامعة الأميرة نورة أن على مجلس الشورى أن يتبنى قضية زيادة مكافآت طلاب وطالبات الجامعات والكليات وإيصالها إلى المقام السامي حيث غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة الجامعية العلمية تقتضي ذلك فالمكافأة الجامعية حق للطالب والطالبة وليست تفضلا أو صدقة من الجامعات وأن ما يصرف على العلم لا يضيع أو يتلاشى بل يثمر في النشء وينمي القدرات والإمكانيات ويشحذ الهمم ويرتقي بالفكر والإبداع وأضافت : إن الإمكانيات المادية للدولة تتحمل هذه الزيادة ولن تشكل أي عبء أو خلل في الميزانية إذا علمنا أنها لن تتجاوز 200 – 300 ريال.