روت أم لمى ل «عكاظ» تفاصيل سقوط ابنتها في بئر وادي الأسمر في محافظة حقل قبل نحو 18 يوما، مبينة أن الحادثة وقعت حين كانت تجلس مع زوجها في الوادي بينما كانت لمى وشقيقتها شوق تلعبان حولهما. وقالت: «فجأة سمعنا صراخ ابنتي شوق بصوت مفزوع، وتردد: لمى سقطت في الحفرة وهرعنا لإنقاذها ظنا منا بسهولة الأمر ولكن كانت صدمتنا عندما أدركنا أن الحفرة التي ابتلعت ابنتي هي فوهة بئر مهجورة اغتالت فرحتها وصوت ضحكاتها»، مؤكدة إيمانها بقضاء الله وقدره، وكل ما تريده هو إخراج ابنتها لمى وإكرامها بالدفن في مقابر المسلمين. ودحضت أم لمى كل ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي عنها وعن ابنتها، لافتة إلى أن كل ما تناقلته المواقع ووسائل الإعلام عنها وعن لمى من صور ومقاطع فيديو وتصريحات كانت من نسج الخيال، موضحة أنها لن تسامح كل من استغل قضية ابنتها ليبحث عن الشهرة. بدوره، رفض عايض الروقي والد لمى رفضا قاطعا نشر صور لابنته في وسائل الإعلام مضيفا إنه يعيش أصعب وأمر أيام حياته في مراقبة فوهة البئر يتحرى رؤية لمى حية أو ميتة، ورفع يديه للمولى عز وجل يسأله الصبر والثبات ويترحم على ابنته ويدعو الله أن يكرمها بجنات النعيم. وانتقد الروقي وبشدة نقص المهنية والخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، مبينا أن رجال الدفاع المدني بذلوا مجهودا كبيرا ولكنهم لم يوفقوا في التعامل مع الحادثة نظرا لعدم تدريبهم على مثل هذه الحوادث التي تتطلب مهارة في انتشال الجثة من قاع البئر. في المقابل، أكد ل «عكاظ» العقيد ممدوح بن سليمان العنزي المتحدث الأمني في المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة تبوك أن معدات شركة أرامكو وصلت إلى البئر التي سقطت فيها الطفلة لمى، مشيرا أنه جار تجهيز الموقع للحفار الخاص بالشركة للنزول إلى عمق أكبر. وبين العقيد العنزي أن العمل الحالي يعتمد على شفط والتقاط الحصى والصخور التي تساقطت داخل البئر. إلى ذلك، طالب نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والمتحدث الرسمي باسمها الدكتور صالح بن محمد الخثلان وزارة الداخلية بتوجيه إمارات المناطق بضرورة الإسراع في تشكيل فرق أزمة تتعامل بطرق احترافية بعيدا عن الاجتهادات الفردية مع الحوادث التي قد تتسبب في فقد أرواح، مشددا على أهمية أن ترتبط هذه الفرق مباشرة بأمير المنطقة الذي يتحمل المسؤولية الأولى في الحفاظ على أرواح الأفراد في نطاق المنطقة، وأن تمثل هذه الفرق اأجهزة كافة ذات العلاقة سواء اأمنية أو الصحية أو الإعلامية مع الاستعانة بالخبراء. وأكد الخثلان أن الجمعية تتعاطف مع أسرة لمى الروقي وتشاطرهم آلامهم وتسأل الله لهم الصبر والسلوان. وقال الخثلان: «نرى أن تبادر وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع كافة إمارات المناطق بمسح المواقع التي يشتبه في وجود آبار قديمة أو حفر أو حتى بيارات مكشوفة والعمل على ردمها بطريقة تضمن عدم تحولها إلى مصائد للأطفال»، داعيا الدفاع المدني إلى المبادرة في عملية تأهيل شاملة للتعامل مع هذه الحوادث من خلال الحصول على كافة المعدات والأجهزة اللازمة والعمل على تدريب الأفراد على كيفية التعامل مع الحوادث المستجدة.