دشَّنت هيئة الفنون البصرية بالتعاون مع معهد مسك للفنون، معرض «سيرة ومسيرة» للفنان الراحل سعد العبيّد، في قصر الثقافة بحي السفارات في الرياض، بحضور عدد من المهتمين وعدد من روّاد الفن التشكيلي السعودي، ونُخبةٍ من المجتمع الثقافي. ويحتفي المعرض بالمسيرة الفنية الطويلة للعبيّد، مستعرضًا إرثه الفني والثقافي، ومتضمنًا 153 لوحة من اللوحات التي أبدعها الفنان الراحل منذ بدء مسيرته قبل نحو ستة عقود وإلى قُبيل وفاته عام 2020م، وقد وثّق المعرض هذه السيرة الإبداعية في كتابٍ توثيقي تم إطلاقه خلال المعرض. ويتضمن المعرض عددًا من الفعاليات المصاحبة، من بينها جلسات حوارية تدور حول حياة الفنان، وحديث عن محطاته الفنية مع عددٍ من المقربين والفنانين مثل ابنه خالد سعد العبيّد، والدكتور محمد عبد المجيد فضل، والفنانة هدى العمر، والفنان صالح النقيدان، والفنان علي ناجع، فضلًا عن تنظيم ورش عمل فنية وجولات تعريفية لكافة الفئات العمرية والمهتمين بالفنون. ويُعد الفنان سعد العبيّد أحد روّاد الفن التشكيلي السعودي، حيثُ ولد في الرياض 1945م، وبدأت علاقته بالفن منذ سنٍّ مبكرة، مستلهمًا رسوماتِه الفنيةَ من صحارى الرياض، وحبّات رملها، وتضاريسها قبل أن يلتحق بمعهد المعلمين في العاصمة الذي تخرج فيه عام 1962م، وكان لهُ دورٌ بارز في تشكيل حياته الفنية، وتنمية موهبته التي اكتسبها طفلًا؛ بينما بدأت مشاركاته الفنيّة بمعارض رعاية الشباب في النصف الثاني من الستينيات الميلادية، مشاركًا في مجموعةٍ كبيرة من المعارض المحلية والدولية. وأسهم «العبيّد» في إثراء الساحة التشكيلية السعودية منذ بداياته، مُنظِّمًا خلال سنواتٍ طويلة تسعةَ معارضَ شخصيةٍ في عدة مدنٍ بالمملكة خلال الأعوام 1971م، و1975م، و1977م، و1979م، و2004م، و2007م، و2008م، و2009م، و2013م إضافة إلى المشاركة في تنظيم العديد من المعارض، والإشراف عليها في عدة مدن بالمملكة، وأخرى دولية، وترأس عدة لجان ثقافية وكذلك عضوًا في عدة جماعات تشكيلية وكان يُجهّز قبل وفاته للمعرض العاشر له، وأصدر في عام 2003 كتاب «سعد العبيد ومسيرة الأربعين عامًا». ويُمثّل معرض «سيرة ومسيرة» منصةً فريدة تُلقي الضوء على مسيرةِ فنانٍ أسهم على مدى خمسة عقودٍ في تشكيل الساحة الفنية السعودية في بداياتها، وكان بمثابة المرجعية الكبيرة للفنانين التشكيليين، ونقطة التقاءٍ لهم، حتى بلغ أن حوّل أحد أروقة منزله إلى مكانٍ يلتقي فيه هؤلاء الفنانون. ويُبرز المعرض للأجيال الحالية مسيرة الروّاد في ميادين الثقافة والفنون، وأدوارهم الكبيرة في إثرائها على مدى سنين طويلة، ويأتي ذلك في إطار جهود هيئة الفنون البصرية في التعريف بالإرث الفني السعودي، وتعميق الفهم لدور الفن في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية.