دخل قطاع غزة ،اليوم الثالث من اتفاق وقف إطلاق النار وسط استمرار دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فيما تتواصل عملية عودة النازحين إلى منازلهم المدمرة، مع استمرار طواقم الدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء من تحت الركام. وفي اليوم الثالث من اتفاق وقف إطلاق النار، أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بارتفاع عدد الشهداء الذين انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض من رفح إلى 137 منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بالقطاع. ويأتي ذلك، في وقت استمر تدفق شاحنات الإغاثة الإنسانية، حيث دخلت 915 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع، في إطار زيادة المساعدات للناجين، أي أكثر من العدد المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ الأحد الماضي، وفقا لأرقام أعلنتها الأممالمتحدة. إلى ذلك، بدأ أهالي المناطق في شمال قطاع غزة العودة إلى بلداتهم وقراهم، رغم الدمار الذي طال المنازل، وعطل البنية التحتية، وكان شمال القطاع خضع لعملية عسكرية عنيفة من قبل الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر 2024 حيث خضعت هذه المناطق لحصار خانق. وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يسمح لنحو مليون نازح جنوب القطاع بالعودة إلى مدنهم واحيائهم شماله سيرا على الأقدام بدون إجراءات تفتيش في اليوم السابع من توقيع هذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي. وعلى صعيد تنفيذ الدفعة الثانية من الأسرى، أكدت حركة حماس أن الدفعة الثانية لتبادل الأسرى ستتم في موعدها المحدد يوم السبت المقبل الموافق 25 يناير الجاري. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول إسرائيلي وصفته بالرفيع قوله "اتفقنا على الإفراج عن الأسرى أيام السبت ولا بد من الالتزام بذلك". وعلى الرغم من ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه ليس واثقا من استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معربا عن شكوكه باستمرار الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل في القطاع. * هجوم للمستوطنين شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي،أمس، من إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل المحافظات، ومخارجها في الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال شدد إجراءاته في محيط رام الله والبيرة، إذ أغلق طريق بيرزيت - عطارة بالمكعبات الاسمنتية، وطريق كفر مالك، أمام المركبات المتجهة إلى مدن أريحا ونابلس، وأعاق حركة الدخول للمدينة والخروج منها. ونصب جيش الاحتلال عدة حواجز عسكرية شمال وشمال غرب وشرق رام الله، حيث يقوم بتفتيش المركبات، والتدقيق في البطاقات الشخصية للمواطنين عند حاجز بوابة النبي صالح شمال غرب المدينة، وينصب حاجزا على بوابة قرية عابود شمال غرب، وعلى مدخل قرية عين سينيا شمالا، ويعيق الحركة على حاجز عطارة البلد شمال المدينة، ويواصل الاحتلال إغلاق مداخل ومخارج أريحا، ويعرقل الخروج منها. فيما شدد جيش الاحتلال إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا بالأغوار، وأعاق مرور المركبات عبرهما، ما خلق أزمة مركبات كبيرة على الحاجزين. ومنذ يوم أمس، يشهد الحاجزان إجراءات صارمة وغير مسبوقة، وهذا ما انعكس سلبًا على الحياة اليومية للمواطنين. كما نصب جيش الاحتلال حاجزًا عسكريًا عند مدخل المنشية جنوب شرق بيت لحم، وأوقف المركبات، وفتشها، ودقق بهويات ركابها، فيما ينتظر مئات المواطنين في طوابير طويلة للسماح لهم بالمرور. ويعتبر مدخل المنشية المنفذ الوحيد لقرى الريف الجنوبي من محافظة بيت لحم للوصول الى مركز المدينة، وغالبًا ما تتعمد قوات الاحتلال إغلاقه ببوابة حديدية. انتشال 134 جثمانًا من أنقاض رفح وأغلقت قوات الاحتلال حاجز جبع العسكري، شمال شرق القدسالمحتلة، في كلا الاتجاهين، ما تسببت بأزمة مرورية خانقة، واعتدت على مركبات المواطنين التي حاولت سلك طرق ترابية وعرة في محيط الحاجز، واعتدت على إحدى المركبات، بتحطيم زجاجها، والاستيلاء على مفاتيحها. كما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على حاجز دير شرف غرب نابلس، حيث تعيق حركة المواطنين القادمين من نابلس وجنين باتجاه طولكرم ورام الله، وعلى حاجز صرة للخارجين من نابلس باتجاه قلقيلية ورام الله وطولكرم، ما تسبب بأزمات مرورية خانقة منذ ساعات الفجر. كذلك، شددت تلك القوات من إجراءاتها على حاجز عناب للخارجين من طولكرم باتجاه نابلس، ورام الله. وتقوم قوات الاحتلال عند هذه الحواجز بتفتيش دقيق للسيارات وفحص بطاقات الهوية للمواطنين. كما شن مستوطنون، الليلة الماضية، هجوما واسعا على بلدتي "الفندق" و"جينصافوط" شرقي مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، وأحرقوا منازل ومركبات ومحلات تجارية. وذكرت مصادر محلية أن مواجهات عنيفة اندلعت بين شبان وقوات الاحتلال في "جينصافوط" بعد هجوم قطعان المستوطنين. وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي خلال تصدي الشبان لهجوم مستوطنين على البلدتين. وقالت إن بلدة "عزون" أيضًا، شهدت اعتقالات وعمليات تنكيل بحق عشرات الفلسطينيين خلال اقتحام واسع لها. وأشارت إلى أن شمال الضفة الغربية يشهد تجمعات كبيرة لقوات الاحتلال على جميع الحواجز المحيطة، إلى جانب إغلاق عشرات الحواجز وتشديد الإجراءات على حواجز أخرى. وأكدت وجود تحركات لطائرات مروحية في سماء مدينة طوباس في الضفة الغربية. وأعلنت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت من جانبها، الإضراب الشامل، "حفاظًا على سلامة الطلبة في ظروف تضيقات قوات الاحتلال على الطرقات والحواجز". * قطع أوصال الضفة أدانت الرئاسة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني، وآخرها اعتداءات المستعمرين الإرهابيين بحماية جيش الاحتلال على قرى الفندق وجينصافوط واماتين في محافظة قلقيلية، مترافقاً وضع جيش الاحتلال العديد من الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية على مداخل المدن والقرى، بهدف تقطيع أوصال الضفة الغربية. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أن هذه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات المستعمرين الإرهابية وجيش الاحتلال تأتي كجزء من استمرار حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، مستهدفةً مقدساته، وممتلكاته. وأضاف، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تحاول جر الضفة الغربية إلى مواجهة شاملة من خلال هذه الحرب الصامتة التي تنفذها، بهدف التصعيد، وخلق مناخ للعنف والتوتر، معتبرا أن قرار إلغاء العقوبات على المستعمرين يشجعهم على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم. وتابع أبو ردينة: نطالب الإدارة الأميركية الجديدة بالتدخل لوقف هذه الجرائم والسياسات الإسرائيلية التي لن تجلب السلام والأمن لأحد، مؤكدا أن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية كأساس لحل القضية الفلسطينية، وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدسالشرقية. من جهتها قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين إنها تنظر بخطورة بالغة إلى رفع العقوبات عن المستعمرين الإرهابيين، وقرار وزير جيش الاحتلال بالإفراج عن المعتقلين منهم. وحذرت الوزارة، في بيان وصل "الرياض" نسخة منه، من محاولات تفجير الأوضاع في الضفة الغربيةالمحتلة، بحثاً عن مبررات لنسخ جرائم الإبادة والتهجير التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، ونقلها إلى الضفة الغربية، تمهيداً لخلق حالة من الفوضى العنيفة، لتسهيل ضمها، وهو ما تجلى في الهجمات الوحشية التي يرتكبها عصابات المستعمرين الإرهابية ضد المواطنين، وبلداتهم، وممتلكاتهم، ومنازلهم، وأراضيهم، ومقدساتهم، في كافة المحافظات. وحملت المجتمع الدولي المسؤولية عن فشله في الإيفاء بالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، وطالبت بفرض عقوبات دولية رادعة على دولة الاحتلال، وعناصر الإرهاب اليهودي على طريق تفكيك منظمات المستعمرين الإرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها، ورفع الحماية السياسية والقانونية عنها. وأكدت أنها تتابع حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي مع الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة، وكذلك مع مكونات المجتمع الدولي والأممالمتحدة لفضح جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف اعتداءاتها وإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين. *وقف إطلاق النار رجحت وسائل إعلام عبرية، أن يواجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في غضون ال40 يومًا القادمة، خيارات صعبة. وأشارت إلى أن تلك الخيارات إما المضي قدما في المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، أو مواجهة انهيار ائتلافه والانتخابات التي قد تنهي ولايته في منصبه، مشيرة إلى أن لنتنياهو تاريخاً في الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لاتخاذ القرارات الكبرى. وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية،إن الاتفاق الذي وُقِّع في قطر الأسبوع الماضي يهدف ظاهريا إلى إنهاء الحرب المرهقة التي استمرت 15 شهرا بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث من المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة التالية في اليوم السادس عشر من الهدنة. 915 شاحنة محمّلة بالمساعدات تدخل القطاع وقال الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إن المرحلة الثانية من الاتفاق ستؤدي إلى "نهاية دائمة للحرب"، وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه يأمل أن يشكل الاتفاق "الصفحة الأخيرة من الحرب"، فيما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تولى منصبه لولاية ثانية الاثنين، بأنه "خطوة أولى نحو السلام الدائم في الشرق الأوسط". وأضافت الصحيفة أنه في تعليقاته العلنية ووعوده خلف الكواليس، أعرب نتنياهو عن مشاعر مختلفة إلى حد ما، حيث تعهد نتنياهو منذ بداية الحرب بأن القتال لن ينتهي حتى تتخلى حماس عن حكم القطاع، لافتة إلى أنه إذا كان هناك أي شك في أن الجماعة لا تزال تمارس السلطة، فإن الفيديو الذي صُوِّر في شوارع غزة الأحد، حيث قام مسلحون ملثمون من حماس باستعراض قوتهم قد وضع حداً لهذا الشك. كما وعد بإعادة الأسرى كلهم -الأحياء والأموات- إلى إسرائيل، وهو ما يراه معظم المسؤولين العسكريين مهمة مستحيلة دون التوصل إلى نوع ما من الاتفاق. * دعم كامل لإسرائيل وفي أول تعليق علني له على الاتفاق، وصفه نتنياهو بأنه "وقف مؤقت لإطلاق النار"، معلنًا أن بايدن وترامب "أعطيا دعمًا كاملاً لحق إسرائيل في العودة إلى القتال" إذا لم تتقدم المفاوضات. كما نفى نتنياهو أن يكون الجيش الإسرائيلي سيقلص عدد قواته في ممر فيلادلفيا طوال وقف إطلاق النار الذي يستمر ستة أسابيع، لكن نص الاتفاق يقول إن إسرائيل "ستقلص تدريجيا القوات في منطقة الممر خلال المرحلة الأولى". وينص الاتفاق أيضًا على أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يستكمل انسحابه من الممر بحلول اليوم الخمسين، بغض النظر عن أي مراحل مستقبلية. ورأت الصحيفة أن اليوم الثاني والأربعين - الذي من المقرر فيه إطلاق سراح الأسرى الأربعة عشر المتبقين من أصل الثلاثة والثلاثين الذين سيُطْلَق سراحهم قد يكون يوماً حاسماً على نحو خاص بالنسبة للاتفاق. فإذا لم تظهر قوات الجيش الإسرائيلي أي إشارة إلى مغادرة فيلادلفيا، فقد تتمكن حماس بسهولة من الادعاء بأن ذلك انتهاك للاتفاق ووقف إطلاق سراح الأسرى. وأشارت إلى أنه مع خروج إيتمار بن غفير وحزبه "القوة اليهودية"، أصبح الائتلاف الحاكم يتمتع بأغلبية ضئيلة للغاية تبلغ 62 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، فيما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أنه سوف يستقيل من الحكومة إذا لم تعد إسرائيل إلى محاربة حماس في غزة، وهو ما من شأنه أن ينهي وقف إطلاق النار، ويجعل إطلاق سراح. الأسرى ال 64 المتبقين أمر مستبعد على نحو متزايد وقالت الصحيفة إن نتنياهو يواجه مجموعة محدودة من الخيارات. ومن المؤكد أنه يستطيع أن يأمل أن توافق "حماس" خلال المراحل التالية من المحادثات على إنهاء حكمها العسكري والسياسي للقطاع "ولكن هذا يبدو وكأنه حلم بعيد المنال. فقد رفض نتنياهو بشدة فكرة تولي السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع، وهو ما اعتبره البعض البديل الأكثر ترجيحا واستقرارا" بحسب تقرير الصحيفة. * نسف المرحلة الثانية وأضافت أنه في حال عمل نتنياهو على نسف المرحلة الثانية من المحادثات، والعودة إلى القتال في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والتي استمرت ستة أسابيع، فإنه يعرض الأسرى المتبقين للخطر، ويعيد إسرائيل إلى حالة حرب، دون معرفة النتيجة. ورجحت الصحيفة العبرية أن يواجه نتنياهو ضغوطا غير عادية من جانب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب "فالرجل يحب أن يُعرف بأنه صانع الصفقات، وقد تفاخر بأنه نجح في إبرام الصفقة "في أقل من ثلاثة أشهر، دون أن يصبح رئيسًا"، ويقال إنه يتطلع إلى الفوز بجائزة نوبل. آثار الدمار على مستشفى كمال التضييق على الفلسطينيين